الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روبوت Ernie من بايدو يحدث عاصفة في الصين ويواجه تحديات

Ernie Bot
Ernie Bot

أحدث روبوت "تشات جي بي تي" ChatGPT حالة من الهوس بتكنولوجيا  الذكاء الاصطناعي  التوليدي وأشعل شرارة تنافس في مضمار جديد بين شركات التكنولوجيا سواء العملاقة أو الناشئة، الكل يتسابق على ابتكار روبوتات بأعلى المواصفات والإمكانات قادرة على إبهار المستخدم.

 

بالفعل حقق روبوت "إرني بوت" من شركة بايدو الصينية، وهو شبيه في تقنية عمله بـ  ChatGPT من شركة "أوبن إيه آي"، نجاحا مدويا في بلده حيث اجتذب قدرا هائلا من الاهتمام الشعبي وفي وسائل الإعلام وعدد كبير من التنزيلات، ومع ذلك، يواجه تحديات كبيرة.

Ernie Bot

قوبل الظهور العلني لـ Ernie Bot باستجابة غير متوقعة حتى من قبل الشركة المصنعة، حيث وصلت التنزيلات إلى أكثر من 313.610 تنزيلًا على متجر آبل Apple iOS الصيني و2.4 مليون تنزيل عبر متاجر تطبيقات أندرويد المختلفة في اليوم الأول من إطلاقه. وسارع المستخدمون لاختبار قدرات روبوت الدردشة الجديد، مما أدى إلى سيل من الأسئلة، وصل عددها إلى 33 مليونًا خلال الـ 24 ساعة الأولى.

 

من جانبها رفعت الحكومة الصينية مؤخرًا بعض القيود المفروضة على خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية، بما في ذلك Ernie Bot، كجزء من جهودها لتنظيم المشهد التقني في البلاد، وتشمل الخدمات المعتمدة الأخرى التي استفادت من تسهيلات الحكومة الصينية شركة SenseTime المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، وشركة Baichuan، التي أسسها وانغ شياو تشوان من شركة Sogou، وشركة Zhipu AI المدعومة من الدولة.

 

رغم حالة الشعبية الفورية و الحفاوة الشديدة التي قوبل بها  Ernie Bot، إلا أنه يبدو أنه لم يكن على قدر هذا التفاؤل والآمال الموضوعة عليه، إذ واجه صعوبات في الرد على بعض استفسارات وقدم أحيانًا إجابات تركت المستخدمين مشوشين، كشفت لقطات الشاشة للمحادثات مع برنامج الدردشة الآلي عن حالات فشل فيها في الاستجابة أو قدم إجابات وصفت بأنها متحيزة.

 

أحد الأمثلة البارزة التي وجهت للأداة ولم يكن أمينا في الإجابة عليها هو عندما سأل عن مؤسسي بايدو، ومجموعة علي بابا القابضة، وتينسينت هولدنجز Tencent Holdings التي يمكن اعتبارها "رأسمالية". وأشار إرني بوت إلى مؤسسي شركتي علي بابا وتينسنت، لكنه استبعد بشكل واضح مؤسس بايدو، روبن لي. وقد أثار هذا الأمر الدهشة، لا سيما أن عمالقة التكنولوجيا الثلاثة لديهم نفس الممارسات التجارية.

وفي اختبار آخر، حاول إيرني بوت الإجابة على نفس السؤال الخاص برجال الأعمال الثلاثة بشكل يبدو غير محايد، فأنشأ ملفًا شخصيًا مطولًا على غرار ما يقدمه موقع "ويكيبيديا" لرجال الأعمال الثلاثة وتجنب في الأساس الرد المباشر، حتى عندما طُلب منه صراحة الرد بـ "نعم" أو "لا" بسيطة.

 

على الرغم من هذه المشكلات، فإن اعتماد إرني بوت السريع والحجم الهائل من الأسئلة التي تلقاها يؤكد فضول وحرص المستخدمين الصينيين على استكشاف خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بهم، إذ تلقى 33 مليون سؤال في يوم ظهوره الأول.

 

وتعد موافقة الحكومة الصينية على إجازة هذه التقنية خطوة مهمة إلى الأمام، وذلك عقب سن لوائح تشريعية شاملة بشأن الذكاء الاصطناعي التوليدي قبل أسبوعين فقط من طرح "إيرني". ويستعد إرني بوت، إلى جانب الخدمات الأخرى المعتمدة، الآن لتشكيل مستقبل تفاعلات الذكاء الاصطناعي في الصين.

 

الإجابات التي لم تكن محايدة بقدر كافٍ والردود الغير دقيقة تسلط الضوء على التعقيدات التي ينطوي عليها تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكنها التعامل مع ما يعتبر موضوعات حساسة أو ملغمة سياسيًا، ومع استمرار الصين في تبني تطوير وسائل الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن تحقيق التوازن الصحيح بين الابتكار والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي سيكون مصدر قلق مستمرا.