الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الاستغفار يغير القدر؟.. 5 أمور لا تنام إلا بعد أن تفعلها

دعاء سيد الاستغفار
دعاء سيد الاستغفار

هل الاستغفار يغير القدر؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين، خاصة في الثلث الأخير من الليل، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أن المولى تبارك وتعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل فيغفر ويتوب ويعطي ويجيب السائل والمستغفر والداعي.

جاء في الحديث النبوي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول، فيقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له، من ذا الذي يسألني فأعطيه، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له. فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر.

دعاء سيد الاستغفار

هل الاستغفار يغير القدر؟

الاستغفار من أسباب نور القلب، ومن أسباب استجابة الدعاء، وكان الاستغفار من ورد سيدنا رسول الله ﷺ، الذي لا يغادره أبدًا، ولذلك ترى أهل الله، وهم يرشدوننا إلى الورد اليومي؛ بأنه لابد أن يبدأ بالاستغفار، نستغفر: مائة مرة، كل يوم، في الصباح، وفي المساء.

وجاء في الحديث: «مَنْ لزم الاستغفار، جعل الله له من همه فرجًا، ومن ضيقه مخرجًا، ورزقه من حيث لا يعلم»، لذا يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء: «مَنْ أراد الدنيا فعليه بالاستغفار، وَمَنْ أراد الآخرة فعليه بالاستغفار».

فيما يقول الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الاستغفار هو مسلك الأنبياء والأتقياء والصالحين، فهذا أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم (عليه السلام) يلجأ إلى الله (عز وجل) بالاستغفار، حيث يقول الحق سبحانه على لسانه (عليه السلام): "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ" (الرعد: 41)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً" (صحيح البخاري).

كما أن الاستغفار باب واسع لرحمة الله (عز وجل)، حيث يقول سبحانه على لسان سيدنا صالح (عليه السلام): "لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (النمل: 46)، وهو سبيل المتاع الحسن في الدنيا، والثواب العظيم يوم القيامة، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة هود (عليه السلام): "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ" (هود: 3)، ويقول سبحانه على لسانه (عليه السلام): "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ" (هود:52)، ويقول سبحانه على لسان سيدنا نوح (عليه السلام): "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا" (نوح: 10-12)، ويقول سبحانه: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ" (آل عمران: 135-136)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "منْ لَزِم الاسْتِغْفَار جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجًا، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ" (رواه أبو داود).

دعاء سيد الاستغفار

ورد عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ"، قَالَ: "وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ".

هل كثرة الاستغفار تغير الأقدار؟

وفي جواب سائل يقول: هل كثرة الاستغفار يحقق لي أمنيتي؟، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر لدار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «نعم المداومة على الاستغفار يحقق للإنسان ما يرجوه؛ لأن الاستغفار ذكر ولجوء إلى الله سبحانه وتعالى، والله عز وجل في سورة نوح قال تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، ونتيجة الاستغفار، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا».  

وتابع: «وفي سورة هود قال سبحانه وتعالى على لسان هود عليه السلام: «وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)»، مردفًا: هذا في منتصف سورة هود، أما في أولها وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ».                                                

وأكد أمين الفتوى: إذًا كثرة الاستغفار والمداومة عليها تحقق للإنسان ما يرجوه وما يسعى إليه.

الاستغفار في القرآن

ما هي معجزة الاستغفار؟

ورد في الحديث الذي رواه مسلم: قال رسول الله عليه وسلم: يا علي، لا تنم قبل أن تأتي بخمسة أشياء: قراءة القرآن كله، التَّصدق بأربعة آلاف درهم، زيارة الكعبة، حفظ مكانك في الجنة، إرضاء الخصوم، فقال علي: كيف ذلك يا رسول الله؟! فقال عليه الصلاة والسلام: أما علمتَ أنَّك إذا قرأتَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ثلاث مرات كأنَّك قرأتَ القرآنَ كله، وإذا قرأتَ الفاتحة أربع مراتٍ كأنَّك تصدَّقتَ بأربعة آلاف درهم، وإذا قلتَ: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يُحيي ويميت، وهو حيٌّ دائمٌ لا يموت أبدًا، بيده الخير، وهو على كل شيءٍ قدير، عشر مرات، كأنَّك زرتَ الكعبة، وإذا قلتَ: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، عشر مرات، كأنَّك حفظتَ مكانك في الجنة، وإذا قلتَ: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه، مرةً واحدةً، كأنَّك أصلحتَ الخصوم، فقال الإمام عليّ: صدقتَ يا رسول الله.