الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما هي طريقة الاستغفار الصحيحة.. وهل يجوز بنية جلب الرزق؟

ما هي طريقة الاستغفار
ما هي طريقة الاستغفار الصحيحة؟

ما هي طريقة الاستغفار الصحيحة؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين بخاصة في الثلث الأخير من الليل، فقد ورد أن المولى تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا فيجيب السائل والداعي والمستغفر كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ما هي طريقة الاستغفار الصحيحة؟ هذا ما نورده في التقرير التالي.

ما هي طريقة الاستغفار الصحيحة؟

الاستغفار بحسب ما ذكرته دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي: استفعال من غفر بمعنى طلب المغفرة، يقال: اسْتَغْفَرَ اللهَ لذنبه ومن ذنبه، فَغَفَرَ له ذنبه مَغْفِرَةً وغَفْرًا وغُفْرانًا، وأَصل الغَفْرِ: التَّغْطِيَةُ وَالسَّتْرُ. غَفَرَ اللهُ ذُنُوبَهُ أَي سَتَرَهَا. انظر: "لسان العرب" (2/ 25، ط. دار صادر)، و"مختار الصحاح" (ص: 228، ط. المكتبة العصرية).

وأوضحت أن الله عز وجل نهى عباده المؤمنين عن الاستغفار لمن لم يؤمن بالله تعالى وتبين أنه قد حقت عليه كلمة العذاب بموته على الشرك، أو بنزول الوحي بأنه من أهل النار؛ كأبي لهب وامرأته؛ قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113]، فالله سبحانه قد يتفضل بغفران جميع ذنوب العبد ما عدا الشرك، ولهذا فطلب المغفرة لهذا الصنف يُعَدُّ اعتداء في الدعاء؛ لأنه يكون حينئذ طلبًا لما نفى الشرع إمكان حدوثه، بل طلبًا لما لا يرضاه الله ولا يفعله أبدًا كما أخبر عز وجل في كتابه الكريم؛ فقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48].

يقول الإمام فخر الدين الرازي في "تفسيره" (16/ 158، ط. دار إحياء التراث العربي): [قوله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾ [التوبة: 113] يحتمل أن يكون المعنى: ما ينبغي لهم ذلك، فيكون كالوصف، وأن يكون معناه: ليس لهم ذلك، على معنى النهي. فالأول: معناه أن النبوة والإيمان يمنع من الاستغفار للمشركين.

وتابعت: الثاني: معناه لا تستغفروا، والأمران مقاربان. وسبب هذا المنع: ما ذكره الله تعالى في قوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾، وأيضًا قال: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: 48]، والمعنى: أنه تعالى لما أخبر عنهم أنه يدخلهم النار، فطلب الغفران لهم جارٍ مجرى طلب أن يخلف الله وعده ووعيده وأنه لا يجوز. وأيضًا لما سبق قضاء الله تعالى بأنه يعذبهم، فلو طلبوا غفرانه لصاروا مردودين، وذلك يوجب نقصان درجة النبي عليه الصلاة والسلام وحظ مرتبته، وأيضًا أنه قال: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقال عنهم: إنهم أصحاب الجحيم، فهذا الاستغفار يوجب الخلف في أحد هذين النصين، وإنه لا يجوز] اهـ.

واستطردت: أما الحي من غير المسلمين فلا بأس من الاستغفار له؛ على معنى طلب أن يوفق للإيمان الذي هو سبب المغفرة، لا على معنى مغفرة عدم إيمانه إن مات عليه، قال الإمام الطبري في "تفسيره" (14/ 515، ط. مؤسسة الرسالة): [وقد تأوَّل قومٌ قولَ الله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى﴾ الآية، أنّ النهي من الله عن الاستغفار للمشركين بعد مماتهم، لقوله: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾. وقالوا: ذلك لا يتبينه أحدٌ إلا بأن يموت على كفره، وأما وهو حيٌّ فلا سبيل إلى علم ذلك، فللمؤمنين أن يستغفروا لهم] اهـ.

عجائب الاستغفار

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء من خلال صفحته الرسمية إن الاستغفار من أسباب نور القلب، ومن أسباب استجابة الدعاء، وكان الاستغفار من ورد سيدنا رسول الله ﷺ، الذي لا يغادره أبدًا، ولذلك ترى أهل الله، وهم يرشدوننا إلى الورد اليومي؛ بأنه لابد أن يبدأ بالاستغفار، نستغفر: مائة مرة، كل يوم، في الصباح، وفي المساء.

جاء في الحديث: «مَنْ لزم الاستغفار، جعل الله له من همه فرجًا، ومن ضيقه مخرجًا، ورزقه من حيث لا يعلم»، مشددًا مَنْ أراد الدنيا فعليه بالاستغفار، وَمَنْ أراد الآخرة فعليه بالاستغفار.

فيما أكد الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لو استغفر العبد بنية التيسير وجلب الرزق فلا بأس ولا يبطل الاستغفار بذلك ولكن كلما كان العمل او الطاعة خالصة لوجه الله عز وجل يكون أفضل للمسلم .

وتابع أمين الفتوى في جواب سائل يقول هل يجوز الاستغفار بنية جلب الرزق والتوسعة؟: قال صلي الله عليه وسلم"من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم... سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة".