الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ظل الحصار والحرب.. غزة تعود إلى عصر التنقل بالحمير

صدى البلد

مروراً بفوهة تركها قصف في الطريق، يهرول حمار بين شوارع خان يونس المليئة بالحطام في قطاع غزة، ثم يبطئ ليعبر ممراً ضيقاً أخلي من الأنقاض التي تراكمت من الشقق المدمرة. 

مع نقص الوقود الناجم عن حصار إسرائيل لقطاع غزة منذ بدء حربها ضد حركة حماس، أصبحت عربات الحمير وسيلة نقل أساسية للناس والبضائع في الأراضي الفلسطينية المقصوفة. حسبما ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء.

وقال محمد النجار، الذي دمرت منزله في خان يونس غارة جوية وهو الآن يعيش مع عائلته في مدرسة في خزاعة، على بعد نحو 8 كيلومترات (5 أميال) على طرف المدينة الشرقي: "من الصعب التنقل ونستخدم عربات الحمير. للأسف يستغرق منا ثلاث إلى أربع ساعات للوصول إلى خان يونس"،

وأضاف النجار: " السرعة البطيئة تعطي منظراً واضحاً لمدينة مشوهة بالحرب، حيث يمر الحمار الأبيض بمشهد تدمير تلو الآخر. بعض المباني دُمرت تماماً، وتحولت إلى أكوام رمادية من الخرسانة المحطمة والقضبان المعدنية، والألوان الوحيدة التي تظهر هي من قطع الملابس والممتلكات المنتشرة وسط الفوضى.

وتضررت المباني الأخرى بدرجات مختلفة - واجهة مثقبة، ثقب في جدار، نوافذ مفقودة. وكان أحدها هيكلاً فارغاً، يقف بفضل الأعمدة الداعمة ولكن بدون جدران. أوراق من الحديد المموج ترقد على الأرض، منحنية بزوايا غريبة، وتتراكم القمامة والأنقاض في كل مكان. لم تكن هناك مركبات ميكانيكية تقريباً على الطريق، فقط دراجة نارية بين الحين والآخر".

وتابع: كانت الدراجات الهوائية أكثر شيوعاً، بالإضافة إلى عربات الحمير الأخرى, وكان معظم الناس يسيرون على الأقدام.

وتقول رويترز، دُمرت المباني على جانبي الطريق، وقام الناس بإخلاء ممرات ضيقة بما يكفي لمرور سيارة واحدة، مرت العربة بجثة محترقة بسيارة عالقة بين قطع الخرسانة، لم يكن التدمير في خان يونس في الجنوب بنفس القدر من الشدة كما في مدينة غزة وأجزاء أخرى من شمال غزة التي تحملت ثقل الحملة العسكرية الإسرائيلية.

وأكدت الوكالة، أن لقطات من طائرة بدون طيار من الشمال تظهر أن مناطق واسعة تحولت إلى مناظر قمرية.

ومن أجل تدمير حماس، بعدما شنت عملية طوفان الأقصى، شنت إسرائيل هجوماً على غزة أسفر عن مقتل أكثر من 15000 شخص، وأربعة من كل عشرة منهم أطفال، وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينية. وقد نزح معظم السكان إلى مدارس ومخيمات مزدحمة. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن المزيد من الناس قد يموتون من الأمراض أكثر من القصف.