الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعرف على محاولات حفر قناة السويس.. تفاصيل تاريخية مدهشة

صدى البلد

تحل اليوم ذكرى منح الخديوي سعيد، حاكم مصر، الفرنسي فرديناند ديلسبس امتياز حفر قناة السويس في عام 1854. وبناءً على هذا الامتياز، تم بدء حفر القناة في السنوات التالية واكتمال أعمال الحفر في عام 1869. 

يوجد سجل لمحاولات سابقة لحفر القناة قبل مشروع ديلسبس، والتي تم ذكرها في كتاب موسوعة مصر القديمة لسليم حسن.

في تلك الفترة، كان السفير الفرنسي سافاري دي لانكوزم يعرض على الملك هنري الثالث مشروعًا لإعادة حفر قناة تنطلق من القاهرة وتمتد إلى خليج البحر الأحمر. وفيما بعد، تقدم شخص غير معروف لوزير الخارجية الفرنسي ريشليو في عهد الملك لويس الثالث عشر بمشروع لحفر قناة تمتد من السويس إلى القاهرة، وكانت هذه القناة قد تم استخدامها في عهد الفراعنة وربما في عهد سليمان.

أيضًا، يعلم الجميع أن الوزير الفرنسي كولبير طلب من ملكه حرية إقامة مستودعات في السويس في مصر داخل البحر الأحمر، بالإضافة إلى ضمان نقل البضائع من السويس إلى البحر الأبيض المتوسط سواءً عبر العربات أو عبر النيل.

في المذكرة الشهيرة التي كتبها الفيلسوف الألماني ليبنتز لملك فرنسا لويس الرابع عشر، أكد أهمية برزخ السويس من الناحية السياسية والتجارية.

وفي نهاية القرن السابع عشر، درس سفاري مشروعات مختلفة لحفر قناة تربط بين البحرين في مصر، بما في ذلك مشروع بنوا دي ماليه الذي كان يعرف بآثار الأعمال التي تم العثور عليها في الصحاري المجاورة للسويس.

وتشير الحقائق إلى أن المركيز دارجنسون كان أول من فكر بمشروع قناة مباشرة للعالم، وكان يأمل أن تكون مخصصة للعالم المسيحي.

وعندما زار نابليون مصر في غارته المشهورة، فكر في إعادة توصيل البحرين بحفر ترعة بينهما، ولكنه تراجع عن تنفيذ المشروع بسبب اعتقاد لابيير، مهندس الحملة الفرنسيةعلى الرغم من هذه المحاولات السابقة، إلا أن حفر قناة السويس الفعلي تم تنفيذه بعدما حصل فرديناند ديلسبس على امتياز من الخديوي سعيد في عام 1854. وقد بدأ العمل في الحفر في عام 1859 بإشراف المهندس الفرنسي الشهير ليسيبس، واستغرق الأمر حوالي 10 سنوات لإكمال القناة.

تم افتتاح قناة السويس رسميًا في 17 نوفمبر 1869، وأصبحت ممرًا مائيًا حيويًا يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. تعتبر قناة السويس إنجازًا هندسيًا هائلاً وتمثل طفرة في عالم النقل البحري والتجارة العالمية. وبفضل القناة، يمكن للسفن التجارية والبواخر العابرة للقناة تجاوز رحلاتها حول الرأس الجنوبي لأفريقيا، وبالتالي يتم توفير الوقت والجهد والتكاليف.

قناة السويس تعتبر مصدرًا هامًا للإيرادات لمصر، حيث تستفيد الحكومة المصرية من الرسوم والمصروفات التي يتم تحصيلها من السفن المارة. كما أنها تسهم في تعزيز التجارة البحرية وتوفير فرص عمل وتنمية اقتصادية في المنطقة المحيطة بالقناة.

تم توسيع قناة السويس في عدة مراحل خلال العقود الماضية لزيادة طاقتها وتحسين كفاءتها. في عام 2015، تم الانتهاء من مشروع توسيع القناة الذي أضاف مدارين جديدين وزاد من قدرتها على استيعاب المرور المزدوج للسفن. وهذا المشروع يهدف إلى تعزيز دور القناة كممر بحري رئيسي عالمي.

قناة السويس تعتبر إنجازًا هامًا في تاريخ الهندسة المدنية والنقل البحري، وتظل تلعب دورًا حيويًا في تسهيل التجارة العالمية وتوصيل السفن بين البحار والمحيطات المختلفة.