الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء سيد الاستغفار.. وفضل المواظبة عليه كل يوم

صدى البلد

قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، العميد السابق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن دعاء سيد الاستغفار له فوائد عظيمة فى المواظبة عليه صباحًا ومساءً. 

دعاء سيد الاستغفار 

وهو :( اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبيي فاغفراي إنه لا يعفر الذنوب إلا أنت ) 
من قاله في الصباح فمات قبل أن يدركه المساء فهو من أهل الجنة، ومن قاله بالمساء فمات قبل أن يدركه الصباح فهو من أهل الجنة

فوائد المواظبة على دعاء سيد الاستغفار 

1-أن هذا الدعاء من واظب عليه موقنا به كل صباح ومساء كان من أهل الجنة 
2-سمي هذا الدعاء سيد الاستغفار لأنه يجمع معاني التوبة كلها لذلك استعير له اسم السيد وهو في الأصل الرئيس الذي يقصد فى الحوائج ويرجع إليه في الأمور..
3-معنى ( وأنا على عهدك) أي على ما عاهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ما استطعت من ذلك..
4-في قول العبد ( ما استطعت ) اعتراف بالعجز والقصورعن كنه الواجب من حقه تعالى وأيضا إعلام من النبي صلى الله عليه وسلم أن أحدا من الأمة لا يقدر على الإتيان بجميع ما يجب عليه لله تعالى ولا الوفاء بكمال الطاعات والشكر على النعم فرفق الله بعباده فلم يكلفهم من ذلك إلا وسعهم
5-في قول العبد ( أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي ) اعتراف بنعم الله على العبد ثم اعتراف بالتقصير وأنه لم يقم بأداء شكرها وأيضا اعتراف بوقوع الذنب من العبد
6-(فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) طلب للمغفره مصحوب بكل ما تقدم
7-في هذا الدعاء على الجملة ما يحق له أن يسمى سيد الاستغفار ففيه الإقرار لله وحده بالإلهية والعبودية والإقرار بأنه الخالق والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه والرجاء بما وعده به والاستعاذة من من شر ما جنى العبد على نفسه وإضافة النعماء إلى موجدها وإضافة الذنب إلى نفسه ورعبته في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك إلا هو وفي كل ذلك الإشارة إلى الجمع بين الشريعة والحقيقة فإن تكاليف الشريعة لا تحصل إلا إذا كان في ذلك عون من الله تعالى وهذا القدر يكنى عنه بالحقيقة. 

فوائد الاستغفار
1-من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ همّ فرجاً، ومن كلّ ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب

2-والاستغفار يعتبر من أعظم أنواع الذّكر

3-يعتبر الاستغفار سبباً من أسباب محو الآثام والذّنوب، ورفع العقوبات، قال سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً)

4-الاسغفار كذلك سبباً في انشراح الصّدر، والشعور بالارتياح

5-الاستغفار وسيلة لتعيش حالة من الراحة بعيدا عن الدنيا ومشاكلها.

فضل الاستغفار 
للاستغفار فوائد كثيرة منها على سبيل المثال غفران الذنوب وزيادة الرزق، قال تعالى: (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ) سورة نوح الآية 10.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منْ لَزِم الاسْتِغْفَار، جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجًا، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ.

وهنالك ثلاثة طرق للاستغفار، قصيرة (استغفر الله العظيم واتوب إليه )، متوسطة ( استغفر الله  العظيم واتوب إليه لا إله الا انت سبحانك) وطويلة وهي دعاء سيد الاستغفار (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).

سبب لنور القلب
يقول تعالى :{وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} إذًا الاستغفار مهم للغاية؛ لأنه إن كانت هناك ذنوب، فإن الله يعفو عن هذه الذنوب، وإن لم تكن: فهو إظهار للعبودية، ورفع للدرجات.

تكفيرٌ للسيئات، أو رفعٌ للدرجات.

فالاستغفار له آثار في الدنيا، وله آثار في الآخرة.

ويحكى: أن أحدهم جاء لشيخ يسأله: أنه لم يرزق بولد.

فقال له: استغفر الله.

وآخر قال: إن المطر لم ينزل بأرضنا، وأصبحت جدباء.

فقال: استغفر الله.

و سأله آخر فقال: استغفر الله.

فقالوا: هل الاستغفار دواء لكل داء؟

فتلا عليهم قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلهِ وَقَارًا}.

ويوضح الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إذن، الاستغفار: له آثار دنيوية، وله آثار إيمانية، وله أيضًا: آثار أخروية.

أما في الآخرة: فانظر: فقد عفا الله سبحانه وتعالى عنك، وأتت الحسنات، وذهبت السيئات: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.

وَكُنْتَ في رحمة الله سبحانه وتعالى، وفي بحبوحة غفرانه.

ومن هنا كان الاستغفار من أسباب نور القلب، وكان الاستغفار من أسباب استجابة الدعاء، وكان الاستغفار من ورد رسول الله ﷺ الذي لا يغادره أبدًا.

{وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا}. هذا الخطاب كان موجهًا لنبي الله ﷺ؛ لكنه بتوجيهه لرسول الله ﷺ فهو موجه للأمة في أفرادها من بعده.

واختتم علي جمعة تخيل أن الله سبحانه وتعالى يخاطبك أنت، ويقول: (اسْتَغْفِرِ اللهَ).