الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منال الشرقاوي تكتب: ٣٦٥ يوم وداع

منال الشرقاوي
منال الشرقاوي

ما بين كل ٣٦٥ يوم في حياتنا نودع عامًا، نودع معه آمالًا وآلامًا، نودع أشخاصًا وننتظر آخرين.


في هذه اللحظة من الانتقال، نجد أنفسنا واقفين على عتبة الزمن، نُفكِّر في الأيام التي رحلت والأيام الجديدة التي ستلوح في الأفق. إنها ليست مجرد تغييرات في الزمن، بل هي مواقف حياتية تتداخل وتترابط كالخيوط الرفيعة لتنسج حكاية حياتنا. 


في هذه اللحظة، نعيش فراقًا مؤلمًا مع أيام رحلت، ونرى صوراً تعلوها الضحكات وتهبط فيها قطرات الدموع. في هذا الوداع، نكون قد اكتسبنا حكمة جديدة أو فهمًا عميقًا لأنفسنا.


في هذه اللحظة، نستقبل أياماً جديدة، نشعر بترقب لما ستحمله من تحديات ومواقف، وقد يتسلل إلينا شعور بالحماس مختلطًا بالقلق. 


هذه اللحظة تعكس دورة حياتنا المستمرة، فالأوقات الجيدة والأوقات الصعبة تتلاحق، ولكل فقدان هناك اكتساب جديد. إنها فرصة لمشاهدة فيلم ليس كبقية الأفلام قد ينتهي بعد ساعتين أو أقل ،بل هو الأطول على الإطلاق فمدة عرضه تصل إلى ٣٦٥ يوماً من المشاهدة لمسيرتنا، وتحليل خيوط القدر التي ربطتنا بأحداث عام كامل انقضى.


في هذه اللحظة، تُحكى قصة العام الماضي بألوانها المتعددة. نرى صفحات الحياة تتكشف كأجزاء من رواية، وكل حدث يُلوِّن لوحة الفترة الخاصة بنا. ومهما كانت القصة، فإن لحظة وداع العام تدعونا إلى التأمل والنظر إلى الأمام بتفاؤل وإرادة قوية، ولن ننسى أن ننظر إلى الوراء بابتسامة الشكر والامتنان، فقد كان هذا العام أحد الفصول في رحلة حياتنا، والتي لن تُنسى وستظل معنا ما حيينا .


في تلك اللحظة التي تفصل بين ماضٍ توارى ومستقبل يتسع، يمكننا أن نكوِّن أحلامنا ونُصَوِّر أمنياتنا. ننقش على جدران الزمن لوحة تعكس جمال اللحظات الفريدة والأحداث المهمة. 


ما بين وداع عام واستقبال آخر نظل مترقبين، متلهفين، متمنين، وفي هذا الترقب المتلهف، نقترب من بداية سطر جديد في كتاب حياتنا، ونُشرع في كتابة فصوله بأقلامنا الخاصة.


مع اقترابنا من العتبة الزمنية للعام الجديد، تساورنا شكوك وتوقعات مليئة بالتساؤلات. هل ستحمل الأحداث المقبلة مفاجئة سارة أم تحديات ملحمية؟ وفي هذا السؤال، تتشابك خيوط الشك والحماس، فنحن نعلم أن الحياة تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت والتجارب التي تثقلنا بالخبرات.


في هذا الانتقال بين وداع عام واستقبال عام جديد، نجد أن الأفق يتسع أمامنا كلما اقتربنا من بوابة العام الجديد. إنها لحظة تتخللها أمنياتنا وتطلعاتنا لعام أجمل،صفحاته ما زالت بيضاء ككتاب فارغ ننتظر بلهفة ملأه بأحداث نتمناها سعيدة ولحظات تعبق برائحة العوض الجميل لكل لحظة حزن مرت علينا من قبل.


في هذا الانتقال، نلمس ذلك الشغف والحماس اللذين ينبعثان من داخلنا، متسللين إلى زوايا القلب. إنها لحظة الأمل الذي يحمل بين طياته وعدًا ببدايات جديدة وفرص للسعادة التي نستحقها.


في هذا الانتقال، تكون لدينا الفرصة لتحديد أهدافنا ورسم خريطة طريقنا والسعي نحو تحقيقها. يبدأ عامنا الجديد بتداول قصة العام الماضي بكل حلقاتها، لكن هذه المرة نكمل الحكاية بشكل مختلف، بروحٍ جديدة وطاقة متجددة. 


في هذا الانتقال، يمكننا أن نستلهم القوة من تحدياتنا السابقة، ونقفز بجرأة إلى مياه الفرص الجديدة، نسبح في أمواجها ،قد نصارع بعض الأمواج لكن بثقة الوصول إلى بر الأمان. إنها لحظة الارتقاء بأنفسنا والنظر إلى المستقبل بثقة وإيمان، فنحن أصحاب القدرة على تغيير مسارات حياتنا وتحويل الأحلام إلى واقع يشع ببريق التحقيق.


هنا ،وفي تلك اللحظات الفارقة بين مضي عام وقدوم آخر، ننظر بعمق وأعيننا على المستقبل حاملين حقيبة آمالنا وطموحاتنا. هنا، يطرح العقل السؤال الجوهري: ما الذي ينتظرنا في هذا الفصل الجديد من رحلتنا؟


قد يكون الجواب مختلفًا لكل فرد منا، ولكن بينما نجلس على أعتاب هذا الفصل الجديد، تتجسد أمامنا تحديات نتعلم منها وفرص نستفيد منها. هل سيكون هذا العام هو العام الذي نحقق فيه أحلامنا ؟


لذا دعونا نكمل السفر بفضول الفنان وشغف الرحال، والتأكيد على أن لحظة وداع هي لحظة تذكرنا بأن الحياة مستمرة وأننا نحمل مفاتيح الأمل والتحديات في آن واحد، وبين كل ٣٦٥ يوما، نعيش رحلة الحياة بكل مكوناتها، متطلعين لغد أفضل ومستعدين لاستقبال ما تحمله لنا صفحات العام الجديد.