الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيعملي سحر فأنهيت حياته.. تفاصيل جريمة مهندس التجمع وسائق اللودر المريب

صدى البلد

صباح ١٥ مايو من عام ٢٠٢٣ وقف المهندس فادي نبيل وسط موقع العمل في  التجمع الخامس يتحدث مع زملائه حول المهام المتبقية من المشروع الذي يشرف عليه مطمئنا صامدا مجتهدا كما عرفه كافة العاملين معه.. على الجانب الآخر يراقبه سائق اللودر الذي تحولت نظراته لشراسة بخلاف تصرفاته المريبة منذ فترة طويلة أثناء تواجده في موقع العمل

النيابة العامة بالقاهرة الجديدة بعد تحقيقات دامت اشهر قررت احالة المتهم الى محكمة الجنايات بعد تسلم كافة التقارير الطبية والفنية. 

المهندس المغدور 

يوم الجريمة كان يتحدث المهندس فادي الى مشرف العمال والذي ما ان انصرف  انطلق ناحيته سائق اللودر واستغل انشغال المهندس فادي في التصميمات التي يحملها بيده ليرفع "شوكة" اللودر الضخم ويهوى بها على ظهر المهندس فادي ليسقطه ارضا والدماء تتفجر من جسده وقبل ان يستدير برأسه ليرى من غدر به وما فعل ليلقى ذلك المصير كانت الضربة تهشم رأسه اسفل شوكة "جرافة" اللودر. 

الصرخة العالية التي اطلقها المهندس فادي نبيل كانت اقوى من صوت الاوناش والمعدات ليهرع اليه زملاؤه محاولين انقاذه بينما امسك الباقين بسائق اللودر الذي كان ثابتا كانه لم يزهق روح بريئة. 

بعد إجراءات نقل جثمان المهندس المغدور لمشرحة زينهم مثل السائق المتهم امام النيابة العامة لتتناقض رواياته تارة يتهم المهندس بالتشاجر معه وتحذيره بين العمال ويضطهده وتارة يعترف بانه لم يتحدث معه مسبقا وهي الرواية التي اكده العاملون بالموقع بان المهندس فادي لم يتحدث من قبل مع المتهم باي شكل من الاشكال. 

 

بيعملي سحر واعمال 

 

الرواية الأخيرة التي سردها المتهم أمام جهات التحقيق كانت تتضمن الحديث عن السحر والاعمال وانه ممسوس من الجن بسبب المهندس المجني عليه، فقال: اللي حصل أن أنا من صغرى وأنا بيتعملي أعمال سفلية ومش عارف أخلص منها لحد دلوقتي ولما رحت الموقع من 10 أو 11 يوم شوفت المهندس فادي وکنت بحاول أتجنبه وامبارح عرفت أنه بتاع أعمال سفلية، فأنا كنت شغال باللودر في الموقع ولقيت ممدوح قاعد مع المهندس فادي قدام العمارة اللي شغال فيها المهندس فادي، وحسيت إنهم بيبصولي وأن المهندس فادي بيتكلم عليا وعايز يمشيني فاستنيت الأستاذ ممدوح يمشي من المكان، وأول ما لقيت المهندس فادي ماشي قدام العمارة اللي جنب العمارة اللي هو شغال فيها لوحده رحت رايح عليه باللودر وخبطته بسقف سكينة اللودر في صدره من ناحية اليمين فوقع على ظهره، وبعد كده عدلت سكينت اللودر ورفعتها لفوق وخليت السكينة مقلوبة، ونزلت عليه بشفرة السكينة وهي مقلوبة في صدره ورفعتها ونزلت بيها تانی، وبعد كده لقيت واحد بيجرى عليا وبيزعق.

وأضاف المتهم خلال التحقيقات: أنا وقفت عشان كان خلاص نزل من رأسه دم كثير ومن ودانه، فأنا تأكدت أن هو توفى وفضلت واقف فوق اللودر، وبعد كده الناس نزلوني ودخلوني جوه العمارة لحد ما الأمن جه وفضل يستجوبني، وقالی خبطته قولتله أه خبطته قالي عن قصد قولتله أه، ولما سألني ليه قولتله أنا حسيت أن هو عايز يمشيني من الموقع أو يموتني فأنا قولت أموته ودي موتة بموتة.

 

وكانت النيابة قد أخطرت، صباح الاثنين، الخامس عشر من شهر مايو الجاري بدهس سائق معدةٍ ثقيلةٍ «لودر»- سائق التجمع الخامس، مهندسًا بموقع بناءٍ تحت الإنشاء، باستخدام جرافتها، وتم ضبط المتهم واللودر المستخدم في الجريمة، فباشرت النيابة العامة التحقيقات.

 

مفاجآت تحقيقات النيابة

 

وقد استهلتها بالانتقال لمسرح الواقعة لمعاينته ومناظرة جثمان المجني عليه ضحية حادث التجمع الخامس، واصطحبت عددًا من شهود الواقعة لسؤالهم، واستجوبت المتهم المضبوط الذي أقر بارتكابه الجريمة وأجرى محاكاةً تصويريةً لكيفية ارتكابها.

وكان حاصل أقوال شهود الواقعة مرتكب جريمة التجمع الخامس في التحقيقات أن المجني عليه يعمل مهندسًا بالموقع، بينما المتهم يعمل سائقًا به لرفع مخلفات أعمال البناء باستخدام لودرٍ يقوده، وأن المتهم لم يكن يخالط باقي العاملين بالموقع، ولا يوجد أي خلافاتٍ بينه وبين أحدٍ، ولم يسبق رؤية حوارٍ يجري بينه وبين المجني عليه سلفًا أو قبيل الواقعة، ولم تحدث أي مشادةٍ بينهما حينها، وقد تناهى لسمع العاملين بالموقع صراخ المجني عليه فأبصروه ملقًى أرضًا بجوار اللودر غارقًا في دمائه وقد فارق الحياة بعدما صدمه المتهم بجرافته عدة مراتٍ متتابعةٍ، فضبطوه وأبلغوا الشرطة. 

 

مرض نفسي 

 

وباستجواب المتهم فيما هو منسوب إليه من اتهامٍ أقر بقتله المجني عليه عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وقد توصلت التحريات إلى صحة الواقعة، والاشتباه في معاناة المتهم من مرضٍ نفسيٍ.

وعلى ذلك، فقد أمرت النيابة العامة بحبس المتهم احتياطيًا على ذمة التحقيقات، وعرضه على مصلحة الطب الشرعي لأخذ عينة دماءٍ منه وتحليلها لبيان مدى تعاطيه لأي عقاقير طبيةٍ أو مواد مخدرةٍ، إضافةً إلى ندب مصلحة الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليه لبيان سبب وكيفية حدوث وفاته، مع استمرار التحفظ على اللودر المضبوط.