الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عنبر 8 غرب.. أين ذهب قاتل مهندس التجمع بعد جريمته البشعة؟

صدى البلد

داخل "عنبر 8 غرب" يحاول الدكتور يحيى راشد "كريم عبد العزيز" اكتشاف الحالة النفسية لصديقه شريف الكردي "خالد الصاوي" المتهم بقتل زوجته وأودعته جهات التحقيق داخل "عنبر 8 غرب" بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية "العباسية" وهل يعاني من مرض نفسي دفعه لارتكاب الجريمة أم يدعي المرض للإفلات من العقاب وهو ما يحدث حاليا مع المتهم بقتل مهندس في موقع تحت الانشاء بالتجمع الخامس حيث قررت النيابة العامة إيداعِ المتهمِ إحدَى منشآتِ الصحةِ النفسيةِ الحكوميةِ لإعدادِ تقريرٍ بشأنِ حالتِهِ.

 

 عنبر 8 غرب 

 

"عنبر 8 غرب" الوارد في أحداث فيلم الفيل الأزرق لم يكن من وحي خيال المؤلف كباقي الأحداث إنما هو قسم حقيقي لإيداع المتهمين في جرائم قتل داخل مستشفى العباسية لإخضاعهم للملاحظة النفسية وبيان سلامة قواهم العقلية وتحديد مسئوليتهم الجنائية عن الجرائم التي ارتكبوها.. وعلى الرغم من كون الدكتور يحيى شخصية خيالية إلا أن عنبر 8 غرب ليس خياليا ويتواجد بالفعل داخل مستشفى العباسية. 

إيداع سائق اللودر المتهم بقتل مهندس التجمع في إحدى المصحات

 خلال أيام قليلة سيتم إيداع سائق اللودر المتهم بقتل المهندس بجرافة اللودر في إحدى المصحات الحكومية النفسية إما مستشفى العباسية والخانكة بعد التواصل مع ادارتيهما لتوفير مكان في العنبر الجنائي حيث يمكث المتهم في جرائم قتل اغلبها تكون بشعة داخل أروقة وحدة الطب النفسي الشرعي او "8 غرب" لتوقيع الكشف الطبي الانفسي عليه وبيان حقيقة معاناته من مرض نفسي وسابقة خضوعه للعلاج وبيان حالة قواه العقلية وقت ارتكاب الجريمة. 

ويخضع المتهم لعدة اختبارات من قبل المختصين توضح قواه العقلية ومدى سلامتها كما انه يلقى الرعاية الصحية والطبية على مدار الساعة مع مراقبة مستمرة من طاقم التمريض والحراسة المختصة خشية أذية نفسه خلال فترة احتجازه بالمستشفى وتستمر الملاحظة لمدة 45 يوما قد يطلب الطبيب النفسي مضاعفتها في حالة عدم التوصل لحقيقة مرض المتهم أو ادعائه المرض. 

 

حقيقة 8 غرب 

 

عنبر المسجونين أو "8 غرب" كما كان يطلق عليه منذ 20 عاما يودع به المتهمين المشتبه إصابتهم بأمراض نفسية ومتورطين في قضايا جنائية، ويكون تواجدهم في المستشفى بناءًا على قرار النائب العام أو المحكمة المختصة لإيداعهم في "عنبر 8 غرب" أو المسمى حاليا ب "وحدة الطب الشرعي" وهو مبنى مستقل عليه حراسة مشددة ويحيط بمبنى وحدة الطب النفسي الشرعي اسلاك شائكة وابراج حراسة معينة من وزارة الداخلية خاصة ان بداخله متهمين اغلبهم خطرين ومدة الإيداع 45 يومًا أو شهرين متتاليين؛ حسب رؤية الطبيب لملاحظتهم والكشف على قواهم العقلية.

 

لجنة سرية 

 

 

بمجرد دخول المتهم المستشفى يكون الأطباء وطقم التمريض مسئولين عن رعايته وملاحظته فقط، لكن هناك لجنة ثلاثية تكون مسئولة عن تشخيص المرض وهذه اللجنة مكونة من ثلاثة أشخاص أحدهم أستاذ جامعي "القاهرة، عين شمس، الأزهر"، واستشاريين صحة نفسية من مستشفى العباسية، وتجلس معه هذه اللجنة بمفرده عدة مرات وتكون النتيجة إما أن يكون مؤهل عقليًا ونفسيًا لارتكاب الجريمة ومسئول عن تصرفاته، وهذا يتم إحالته للمحاكمة القانونية ويتم الحكم عليه، أو يكون مدعي ووجوده مدة طويلة 45 يومًا تكشف حقيقة إدعائه حيث أن التشخيص يكون مسئولية اللجنة وحدها.

 

كما أن اللجنة مسئولة في تقريرها عن الكشف عن طبيعة المتهم وحالته النفسية وقت ارتكاب الجريمة، وهذا يعتمد على حرفية اللجنة حيث إنها لا تكون متواجدة معه وقت ارتكاب الجريمة، ولكنها تستطيع الحكم على المتهم بسهولة عقب ملاحظته وسؤاله ومناقشته.

 

وأعضاء اللجنة لا يتم الإعلان عنهم لأي من أطراف القضية، ولا يتم التعرف عليهم؛ لمنع وجود أي شبهة تورط أو محاولة للضغط عليهم لاستخراج نتيجة معينة للكشف الطبي النفسي الموقع على المتهم.

 

 

مرض نفسي أم أزمة مؤقتة؟ 

 

وهناك حالات من الغضب العارم تدفع أي شخص أن يرتكب جريمته، ويدعى المرض النفسي وهذا يتم التفرقة بينه وبين أزمة المرض النفسي المؤقتة، حيث أن المرض النفسي ينقسم إلى أعراض دائمة أو مؤقتة، واللجنة تستطيع التفرقة بحكم عملها وخبرتها بينهما، وإذا أثبتت اللجنة أن المتهم مريض نفسي وغير مسئول عن أفعاله ترفع تقريرها الى المحكمة التي تقرر إيداعه في مستشفى الخانكة والسيدات في قسم الإيداع بمستشفى الأمراض العقلية، وعقب ذلك يتم متابعة حالته من خلال لجان صحية كل سنة، وهذا حق قانوني له ويحكم عليه إذا تعافى أو تحسن، وقد يتعافى المريض وهنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي الذي يقوم بدراسة البيئة المحيطة بالمريض من عمله وعائلته وأصدقائه، ويتعهدون بمتابعته كل فترة حتى لا يرتكب جريمة مرة أخرى وهنا يأتي قرار الإفراج عنه من المصحة.

 

مراحل الكشف النفسي 

 

 

وذكر مصدر قضائي أن المتهم بقتل مهندس التجمع واي متهم آخر يتم إخضاعه للكشف النفسي يمر بعدة مراحل يتضمن نتيجتها التقرير النهائي الذي يكتبه الطبيب النفسي ويسلمه للنيابة أو محكمة الجنايات حول الملاحظة والحالة العقلية للمتهم طوال فترة مكوثه بالمستشفى وما إذا كان يعاني من مرض نفسي أو عقلي. 

 

ويضيف المصدر أن المتهم الذى يتم عرضه على الطب النفسى، يخضع للكشف من قبل لجنة مختصة من أساتذة الطب النفسى، ويوضع تحت الملاحظة الفترة التي تحددها النيابة او المحكمة للتأكد من حقيقة إصابته بمرض نفسى دفعه لارتكاب الجريمة، أم أن الأمر مجرد محاولة للهروب من العقوبة المقررة قانونًا.

 

وتبدأ دورة دخول المريض المستشفى من مكتب النائب العام الذى يرسل المتهم ليحدد هل هو مسؤول عن فعله أم لا، وما مدى سلامة قواه العقلية، ويودع فى جناح خاص بعد رأى الطب الشرعى النفسى، وذلك عند الشك فى قواه العقلية بعد مرحلة الفحص التى تثبت قيامه بالفعل فى غير وعيه، أو وجود خلل عقلى ما لديه. 

 

ويصدر تقرير ملاحظة الحالة بناء على سلوكياتها كما يتم إخضاعها لعدة اختبارات، مثل اختبار الذكاء، واختبار بندر جشطلت البصري الإدراكى، واختبار رسم اليد الإسقاطى، ويوضع المتهم تحت الملاحظة لمعرفة إذا كان قام بالفعل ومدرك لما ارتكبه أم لا، ثم يرسل التقرير للنيابة أو هيئة المحكمة. 

 

كما يلاحظ خلال الفترة التي يقضيها المتهم بالمستشفى سلوكياته وطريقة تناوله الطعام والتحدث مع زملائه من المرضى، وطريقة الحديث والسلوك العام له، ويتم تدوين ذلك في تقرير يومي بمعرفة التمريض والطبيب فيما يخضع لإجراء عدة إجراءات طبية منها إجراء رسم للمخ، وأشعة مقطعية على المخ.