الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم النجار يكتب: العالم.. بتوقيت غزة!

صدى البلد

يبدو أن كل ما رآه العالم، من حروب وانقلابات وهزات وزلازل وفيضانات. لم تصل بارتداداتها إلي حجم فيضان المقاومين العظيم. حيث ملؤا الأرض وطافوا حول ثالث الحرمين الشريفين، مدافعين عن المقدسات والأسري. فكيف فرضت ملحمة "طوفان الأقصى"، نفسها في صدارة المشهد الفلسطيني والإقليمي والدولي؟.

 

 إنه "طوفان الأقصى"، طوفان بما يحمل من دلالات وقيم. لم تتمكن السيوف الحديدية البالية اللا إنسانية من مواجهة مقاوميه، الذين اخترقوا الجدار الأسمنتي، وحواجز التكنولوجيا الإسرائيلية، برا وبحرا وجوا.

 ملاحم دخلت التاريخ، صوتا وصورة، مشاهد بطولية استثنائية، لا يختلف أحد علي أن بعدها لن يكون كما قبلها. فالمهمة أنجزت، وقوة الردع العظيمة هزمت، جيش وشاباك وموساد، ومسيرات وأجهزة تنصت، وجواسيس. فشلوا جميعا أمام ما كانت تخطط له القسام في الخفاء. ولا يزال الاحتلال اليوم وبعد نحو ثلاثة شهور، يواجه الفشل في إعادة عقارب الساعة السياسية والعسكرية، إلي ما قبل الساعة السادسة صباحا من السابع من أكتوبر الماضي. 


مشكلات كثيرة يواجهها نتانياهو وحكومة حربه، ليس أقلها أهمية، ضغط أهالي الأسري الإسرائيليين، بعد أكثر من خمسين يوما علي التوغل البري، المدعوم بمجازر الإبادة. والفشل في تحقيق المخطط، تهجيرا كان أم هجرة طواعية، أو كسر شوكة المقاومة التي ما زالت تمطر المستوطنات بالصواريخ من قلب القطاع. أعاد "طوفان الأقصى"، القضية الفلسطينية، بقدسها وأقصاها وأسراها، إلي الواجهة، واسقط فلسفة التطبيع ومغزى اتفاقيات أبراهام. وأعاد علم فلسطين يرفرف عاليا ولو خارجها. والنداءات والمطالبات بتحرير فلسطين، من حناجر مختلف شعوب الأرض. في مشاهد تضاف إلي صفحات التاريخ التي كتبته غزة الصامدة في وجه الحصار والاستيطان، ومشاريع الضم، وتهويد المسجد الأقصى. ويبقي المشهد أبعد من القطاع، من الجنوب اللبناني إلي العراق فسوريا فاليمن، وحتى عمق البحر الأحمر. كلها ساحات تحركت مع "طوفان الأقصي"، والتحقت بمعركة إشغال الاحتلال، علي أكثر من جبهة. أما الولايات المتحدة، فالشريكة والراعية الأبرز للكيان، رغم تأثير رعايتها المفتوحة هذه، علي مكانة وتأثير واشنطن، كقوة نفوذ أحادية في المنطقة مهما كان الثمن.