الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منال الشرقاوي تكتب: يسمونه عيد الحب

صدى البلد

في الرابع عشر من نوفمبر من كل عام، تتحول الشوارع إلى لوحات فنية تضج بالألوان الحمراء، حيث الورود والهدايا والرموز التي تعبر عن الحب. يوم الحب، أو "Valentine's Day" كما يُعرف في أغلب دول العالم، هو احتفالاً يُظهر مدى الحب والتقدير بين الأحباء والأصدقاء. 


لكن السؤال الذي يُطرح بحق هو: كيف تم تحديد هذا اليوم بالتحديد للتعبير عن الحب؟ وهل يُمكن فعلاً أن يُعبر الشخص عن حبه للآخر في يوم واحد فقط من العام؟


الحب، بكل تجلياته وأشكاله، لا يُمكن حصره في يوم واحد. إنه شعور ينمو ويتطور مع الزمن، يُغذى بالأفعال اليومية والتفاهم والاحترام المتبادل. الحب ليس مجرد هدايا وورود حمراء؛ إنه الدعم في أوقات الضعف، الفرح بنجاحات الآخر، الصبر في أوقات الغضب، والحضور في لحظات الحاجة.
يأتي يوم الحب كفرصة للتعبير عن المشاعر بطريقة مميزة، لكنه لا يجب أن يكون الوقت الوحيد للتعبير عن الحب. من المهم أن نتذكر أن الحب يتجاوز الكلمات والهدايا؛ إنه يتطلب التزامًا وعملاً مستمرًا. ينبغي لنا أن نعبر عن حبنا وتقديرنا لأحبائنا بأفعالنا كل يوم، لا أن ننتظر مناسبة خاصة لنظهر مشاعرنا.


في هذه الأيام، حيث الحياة السريعة الإيقاع والمليئة بالمسؤوليات، قد يكون من السهل التغاضي عن أهمية التعبير عن الحب بشكل يومي. لكن، يجب أن نسعى جاهدين لجعل الحب جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، معترفين بأن الحب لا يُعرف بالكلمات فقط، بل بالأفعال والتضحيات التي نقدمها من أجل سعادة من نحب.لذا، في حين أن الاحتفال بيوم الحب يمكن أن يكون لحظة خاصة ومميزة، فإن الحب الحقيقي يُعبر عن نفسه كل يوم. دعونا نستخدم هذا اليوم كتذكير بأهمية الحب والتقدير في حياتنا، ولكن دعونا أيضًا نلتزم بالعيش وفقًا لمبادئ الحب كل يوم، معبرين عن مشاعرنا ليس فقط من خلال الهدايا، ولكن من خلال كل لحظة نقضيها مع أحبائنا، وكل عمل نقوم به من أجلهم.


في هذا النسيج العريض من المشاعر التي نسميها الحب، تبرز أيضًا أشكال أخرى من الحب تُغني تجاربنا وتُعمق فهمنا لهذه العاطفة العظيمة. الحب ليس فقط بين الأحباء والأصدقاء و العائلة، بل يمتد ليشمل حبك لنفسك، نعم، فكيف لي أن أعطي مشاعر لأشخاص وأنا لا أعطيها لنفسي، وهنا أقول إنني كي أحب يجب أن أكون قد (أحببت نفسي أولاً). إن حبك لذاتك هو الأساس الذي يقوم عليه كل حب آخر. فعلينا أن تعلم كيف نحب أنفسنا، بكل ما فينا من نقاط قوة وضعف، هذا الحب يسمح لنا بالرغبة في الحياة والرغبة في التطور، وبالطبع القدرة على العطاء، وعلى مشاركة الحب مع الآخرين بصدق وعمق. الاحتفاء بالذات ليس أنانية، بل هو اعتراف بقيمتنا وتقدير لذواتنا، مما يجعلنا أكثر قدرة على الحب والعطاء.


في ختام هذه الرحلة عبر معاني الحب ، من الاحتفال بيوم الحب إلى اكتشاف أعماق الحب الذاتي، والحب مع الآخرين، نجد أن الحب بكل أشكاله هو جوهر الحياة الإنسانية. إنه ليس مجرد مشاعر مؤقتة تُعبر عنها الهدايا والورود، بل هو التزام ينبع من قلوبنا ويتجلى في أفعالنا. لنجعل من كل يوم فرصة للتعبير عن الحب، ليس فقط للأشخاص الذين نحبهم، بل أيضًا لأنفسنا ولمن  حولنا. ليكن حبنا مثل ضوء ينير الظلمات، يُدفئ القلوب في الأوقات الباردة، ويُعطي الأمل في اللحظات الصعبة، فالحب هو القوة التي تُحرك العالم، وبه يمكننا أن نُحدث فارقًا حقيقيًا في حياتنا وحياة الآخرين. الحب هو ما يُعطي الحياة معناها الحقيقي ويجعل كل لحظة تُعاش تستحق العيش.