الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المعطى أحمد يكتب: إمساكية رمضان

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

قد لا يدرى الكثيرون أن تلك الورقة الصغيرة التى تعد بمثابة المنبه لمواعيد الصيام والإفطار فى الشهر الكريم والتى نطلق عليها إمساكية رمضان، وراءها حكاية تاريخية جديرة بالتوقف أمامها.

بداية كلمة" إمساكية" تأتى اشتقاقا من الكلمة العربية "إمساك"، والحكاية تعود إلى عهد محمد على، وتحديدا قبل أن يفارق الحياة بعامين عندما انطلقت الإمساكية من مطبعة بولاق، وكانت تعرف بـ"إمساكية ولى النعم"، حيث تم طبعها على ورقة صفراء ذات زخرفة بعرض 27 سنتيمترا وطول 17 سنتيمترا، وكتب فى أعلاها" أول يوم رمضان الاثنين، ويرى هلاله فى الجنوب ظاهرا كثير النور قليل الارتفاع، ومكثه خمس وثلاثون دقيقة، ومرفق بالجملة صورة محمد على باشا"، وأسفل الجملة جدول كبير بمواعيد الصلاة والصيام لكل يوم من أيام شهر رمضان بالتقويم العربى وليس الإفرنجى، وتم توزيع الإمساكية على دواوين الحكومة.

وتطورت إمساكية رمضان لاحقا، فكانت أول إمساكية يتم توزيعها على سبيل الدعاية والإعلان هى إمساكية مطبعة تمثال النهضة المصرية لصاحبها محمود خليل إبراهيم فى شارع بيبرس الحمزاوى فى رمضان من العام 1347 الموافق فبراير سنة 1929، بحيث أعلن فى الإمساكية استعداد المطبعة لطبع جميع الكتب.

ثم انتقلت لمرحلة الإعلان التجارى عن المنتجات والبضائع على يد رجل الأعمال اليهودى "داوود عدس" الذى طبع أول إمساكية لسلسلة محلاته فى رمضان سنة 1364 هجرية الموافق أغسطس سنة 1945 ميلادية، وكانت إمساكية عدس مرفقة بمعلومات عن الصيام وفضله وأسباب فرضه.

وبذلك تكون فكرة عدس قد جاءت ملهمة لتجربة أحد تجار العطارة الذى احتوت إمساكيته عام 1356 هجرية الموافق نوفمبر سنة 1937 ميلادية أحكام الصيام والأدعية والآيات القرآنية وأذكار الصباح والمساء وأحكام زكاة الفطر وأجندة المواعيد.

إلا أن سر إمساكية عدس أنها كانت توزع على المارة فى الشوارع والمصلين فى المساجد، وباتت الإمساكية على مدار تاريخ مصر الحديث تشير إلى مدى وجاهة صاحبها سواء أشخاصا أو جهات. 

كما باتت تؤرخ لعصرها من حيث التقدم والرقى فى مستويات التصميم والطباعة، وحاليا باتت الإمساكية أكثر ذكاء بفضل التقدم التقنى.

• يتزامن صوم رمضان هذا العام مع التزام أقباط مصر بالصوم الكبير, ويشرح قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فلسفة الصيام قائلا: “نصوم كبشر لنعبر عن محبتنا للخالق، ونمتنع عن الطعام والشراب ساعات طويلة لتأكيد أن حياتنا ليست من الأكل، ولكن من عند الله فهو الذى يهبنا الحياة، والصوم يعطى تدريبا يوميا للإرادة، فإذا واجهت الإنسان أى خطية تغضب الله يكون قادرا على مواجهتها، ويقول: ”كيف أخطئ إلى الله وأصنع هذا الشر العظيم كما قال يوسف الصديق عندما حاولت امرأة فرعون إغواءه. إننا نصوم عن الطعام لنحقق الشبع الروحى كما قال السيد المسيح فى العظة على الجبل: "طوبى للجياع والعطاش لأنهم يشبعون".  

وعن التزام أقباط مصر بتناول الطعام النباتى فى الصيام يوضح البابا: “إن ذلك تعبير عن الرغبة فى العودة إلى حياة أبينا آدم وحواء فى أرض الفردوس، حيث كانا يتناولان من نبات الأرض وثمار الأشجار، والامتناع عن الطعام الحيوانى الشهى الذى يثير الشهوة هو تعبير من الإنسان فى أيام الصوم أنه لا يشتهى شيئا سوى الحياة مع الله”.

• الفنان محمد فوزى حصل على الكثير من الألقاب، ومارس أعمالا فنية عدة، ممثل ومطرب وملحن، وقدم جميع الأغنيات عاطفية، ووطنية، ودينية. 

كما غنى للأطفال ويعد أول وأشيك مسحراتى، ففى عام 1955 قام بدور المسحراتى للإذاعة فى أغنية من ألحانه وكلمات الشاعر بيرم التونسى قبل الفنان سيد مكاوى الذى اشتهر بلقب "مسحراتى مصر".

وارتدى محمد فوزى الجلباب والكوفية والطاقية المعممة، وأمسك بيده طبلة يدق عليها ليوقظ النائمين، وذلك لزوم التصوير والتسجيل للإذاعة، فأطلق عليه لقب "أشيك مسحراتى"، وتقول كلمات الأغنية: "يا عباد الله وحدوا الله. أنا أمدح المولى الغفور الودود اللى تجلت رحمته فى الوجود. الأرض والسموات عليا شهود. أشهد له سبحانه بعز سلطانه. ومن صميم قلبى أشكر له إحسانه يا مؤمنين وحدوا الله لاإله إلا الله سبح إله العرش واخضع إليه. هو الوحيد اللى انت رزقك عليه الملك والملكوت عطية إيديه. لو مرة ينظر لك لا بد يغفر لك، ويدخلك جنة فيها ما تتمنى. يا مؤمنين وحدوا الله".