قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف أثرت حرب غزة على الانتخابات في أوروبا؟

2386|أحمد قاسم   -  

بعدما احتل تحالف الجبهة الشعبية اليساري الجديد في فرنسا المركز الأول في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية أمس، وفوز حزب العمال البريطاني الأسبوع الماضي في الانتخابات البرلمانية، عادت إلى الواجهة التساؤلات حول مصير ملف غزة في تشكيل سياسات اليسار في أوروبا، في ظل تصاعد حراك منددٍ بحرب الإبادة الجماعية في غزّة وسياسة الدول الغربية والأوروبية تجاه إسرائيل.

ففي الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية كانت حرب غزة حاضرة ومهيمنة على التيارات المتنافسة. وعقب إعلان النتائج اتهم زعماء تيار الوسط تحالف الجبهة الشعبية بمعاداة السامية ورفضوا تأييدهم في الجولة الثانية من الانتخابات.

ويقف تحالف اليسار مع مبدأ وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ويندد بكل ما تفعله إسرائيل في غزة وبالأخص حزب فرنسا الأبية بقيادة جون لوك ميلونشونز.

وأدى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى تأجيج المشهد السياسي الفرنسي، ما جعل معاداة السامية وانتقاد إسرائيل قضيتين رئيسيتين في الانتخابات.

وانتقد حزب "فرنسا الأبية" بقيادة جون لوك ميلانشون إسرائيل بشدة، ما أثار اتهامات من حكومة ماكرون بأن خطابه يؤدي إلى زيادة حادة في الأعمال المعادية للسامية في فرنسا. ويسعى الحزب إلى فرض حظر على تصدير الأسلحة وفرض عقوبات على إسرائيل والاعتراف بدولة فلسطينية، وعلى عكس مجموعات يسارية أخرى يمتنع الحزب عن وصف حماس بأنها جماعة إرهابية. ويتمتع هذا الحزب بتأييد 44 في المئة من الناخبين المسلمين في فرنسا، مقارنة بحجم تأييد يبلغ ثمانية في المئة بين مجمل الناخبين في البلاد.

وانضمت لوبان وغيرها من زعماء التجمع الوطني إلى الهجوم ضد أقصى اليسار ودافعوا عن إسرائيل، مع اغتنام الحزب الفرصة لإثبات تخليه عن تاريخه في معاداة السامية الذي جعله مشعا في السياسة الفرنسية لفترة طويلة.

وفي بريطانيا، خيمت الحرب في غزة على كل شيء تقريا، فيما كشفت شبكة سكاي نيوز البريطانية أن الناخبين من اليسار والمجتمعات المسلمة شعروا بالغضب إزاء تأخر حزب العمال في المطالبة بوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل في قطاع غزة، ويبدو أنهم عازمون على جعل أصواتهم مسموعة.

حسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، يدرك مسؤولو حزب العمال أنهم يواجهون معارك بشأن غزة في مقاعد متعددة بأنحاء المملكة المتحدة.

فقد وضعت حرب غزة الكثير من المرشحين في موقف حرج، مثل ناز شاه عضوة البرلمان عن حزب العمال في برادفورد ويست، التي كانت تتوقع تحقيق نجاح ساحق في هذه الانتخابات، لكنها تواجه معركة شرسة في ظل تخلي الكثير من أنصارها المسلمين عنها بسبب ما اعتبروه "خيانة تجاه قضية فسلطين".

وتعتبر برادفورد ويست واحدة من الدوائر الانتخابية ذات الأغلبية المسلمة في إنجلترا، ونتيجة لهذا فإن شاه التي كانت من أبرز النواب المسلمين في البرلمان البريطاني، كانت لفترة طويلة مناصرة لحقوق الفلسطينيين، تجد نفسها الآن تتوسل إلى الناخبين ألا يسحبوا دعمهم.

وخرج متظاهرون في وقت سابق واتهموا شاه بدعم قتل الفلسطينيين، بسبب بقائها مرشحة لحزب العمال ودعمها لزعيمه كير ستارمر، الذي قال في وقت سابق إن لـ"إسرائيل الحق في قطع الكهرباء والمياه عن غزة".

ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول بريطاني في حزب العمال قوله: "من الواضح أن هناك إعادة بناء يجب القيام بها بين حزب العمال والناخبين المسلمين. إن الطريقة التي يحكم بها حزب العمال، بحيث يكون لها تأثير على المقاعد المهددة، ستكون مهمة".

وفي إسبانيا، حيث تعود التوترات مع إسرائيل لعهد الديكتاتور فرانكو، أدى اعتراف الحكومة بالدولة الفلسطينية إلى تعزيز شعبية حزبي الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي وحزب سومار اليساري المتطرف.

وفي ألمانيا، تتسبب أحزاب ناشئة مؤيدة للفلسطينيين حاليًا في تآكل تأييد كل من حزب "الخضر" والحزب "الديمقراطي الاجتماعي"، وهما من الأحزاب الرئيسة التي تؤكد دعمها القوي لإسرائيل بسبب شعور ألمانيا بمسؤولية تاريخية في شأن المحرقة.

وإلى جانب حزب "ميرا 25" اليساري يوجد بين الأحزاب الناشئة الأخرى المؤيدة للفلسطينيين ما هو محافظ اجتماعياً مثل "التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والتنمية" أو "دافا"، وأيضاً "حزب القراصنة الألماني" أو "بيج" وحزب "حلف سارة فاجنكنيشت" أو "بي إس دبليو" المناهض للاتحاد الأوروبي، ويرغب في فرض حظر على تصدير الأسلحة لإسرائيل مع الدفع بسياسات مناهضة للهجرة.

ومن المرجح أن يعترف أنصار حزب "بي إس دبليو"، الذي تبلغ شعبيته في الاستطلاعات سبعة في المئة، بالدولة الفلسطينية بمعدل أكبر بنسبة 50 في المئة مقارنة مع الناخبين الألمان بشكل عام.