كشفت حيثيات حكم محكمة جنايات القاهرة، التي حصل موقع صدى البلد الإخباري على نسخة منها، بمعاقبة المتهم الرئيسي بقتل جواهرجي بولاق ابو العلا بالإعدام شنقا عن تفاصيل الجريمة كلها.
شرحت المحكمة في حيثيات حكمها تفاصيل الواقعة أن المتهم تربص بالمجني عليه ذهابا وايابا ليراقب مسرح الجريمة قبل تنفيذ جريمته ولتحقيق مأربه في مأمن من الشكوك، وقضي يومان كاملان يفكر في الامر بهدوء وروية وقلبه على كل الوجوه حتى وصل الى عقيدة راسخة واصرار وتصميم لارجعة فيه ولاعدول عما عقد العزم وبيت النية عليه وهو قتل المجني عليه وسلبه امواله.
توجه اليه ظهيرة يوم الجريمة وتحادث معه وأوهمه برغبته في شراء مشغولات ذهبية بمبلغ كبير فتيقن بكونه كهلا ضعيفا لن يقوى على مقاومته فوجد به فريسة ثمينة فتركه وانصرف الى منزله بمنطقة المعتمدية في الجيزة ليس خلقا ولا لانه في حيرة من أمره وتردد بين الاقدام علي جريمته او الاحجام عنها وإنما ليعد لجريمته عدتها ويرسم للتنفيذ خطته حتي انتهي من التفكير والتصميم ومن الاعداد والتخطيط وكافة الاعمال التحضيرية لجريمته الشنعاء بل تجاوز هذه المراحل ودلف بهدوء وثبات الي مرحلة البدء في التنفيذ لا يردعه رادع من خلق او من ضمير ولا يرهبه ويحثه علي العدول عن اثمه شرع او قانون فاستل سكينا ماضيا تخيره لهذا الغرض ووضعه بداخل حقيبة كتف رمادية.
توجه الى مسرح الجريمة يحمل ادواتها وفوجئ بالشاهد الاول شاب يقف بصحبة المجني عليه فلم يردعه او يحيده عن غايته بل مضى في غيه الاثم ودلف الى المحل وطلب من المجني عليه عرض ما لديه من مشغولات ذهبية لخداعه وايهامه بجديته في الشراء فاستجاب المجني عليه وهو في غفلة من خبيئة نفسه الاثمة الخبيثة ولا يدري ما سيفعله به ذلك الوغد الاثم الذي أئتمنه امانة لم يكن أهل لها فاخرج ما لديه من مشغولات ذهبية ووزنها وحرر فواتيرا بقيمتها وفي سبيل انفاذ خطته اوهمه المتهم بمهاتفة احد العاملين لديه وطلب منه ان ياتيه بمبلغ ثلاثمائة وعشرون الف جنيه وحينها ورغبة من المتهم في الانفراد بالمجني عليه.
طلب من الشاهد الاول ان يبتاعه علبة سجائر من نوع غير منتشر بالاسواق ليكسب مزيدا من الوقت لتنفيذ جريمته وما ان انفرد بالمجني عليه حتى استل سكينه من الحقيبة وانهال عليه ضربا بطعنات شديدة قاسية لا يعلم عددها استقرت بالراس والوجه والعنق والصدر قاصدا ازهاق روحه فسقط المجني عليه من شدة تلك الطعنات غارقا في الدماء الكثيفة التي تفجرت من مواضع اصابته واستمر في ضربه حتي خارت قواه وشلت مقاومته ولم يتركه الا بعد ان تاكد من موته.
فاحدث به الاصابات الثابتة بتقرير الصفة التشريحية وهي اصابات ذات طبيعة طعنية حيوية وحديثة عبارة عن1- جرح مستوي الحواف طوله 9سم بمنتصف مقدم فروة الراس مائل الوضع يمتد الى وحشية الحاجب الايسر واعلاه2-جرح مستوي الحواف طوله 9سم يقع يسار فروة الراس واعلى الحاجب الايسر ب6سم واعلى صوان الاذن ب5سم.3- جرح مستوي الحواف طوله حوالي1.5سم يقع بمقدم ظاهر اصبع الابهام الايمن4-جرح مستوي الحواف طوله حوالي5سم يقع منتصف مقدم الصدر واسفل الحفرة القصية حوالي8سم5- جرح مستوي الحواف طوله حوالي2سم طولي الشكل يقع يسار الصدر يبعد عن خط المنتصف الامامي للجسم حوالي6سم واسفل الترقوة اليسرى حوالي5سم6- جرح مستوي الحواف طوله حوالي4سم يقع مقدم يسار الصدر يبعد عن خط المنتصف الامامي للجسم حوالي6سم واسفل الترقوة اليسرى حوالي8سم 7- جرح مستوي الحواف طوله حوالي4سم يقع يسارمقدم الصدرمستعرض الوضع يبعد عن خط المنتصف الامامي للجسم حوالي5سم واسفل الترقوة اليسرى حوالي18سم 8- جرح مستوي الحواف طوله حوالي2.5سم يقع يسارمقدم الصدرمستعرض الوضع يبعد عن خط المنتصف الامامي للجسم حوالي5سم واسفل الترقوة اليسرى حوالي20سم.
وأوضحت أنه بعد سماع المرافعة والاطلاع علي الاوراق وبعد المداولة، ان الواقعة حسبما استقرت فى يقين المحكمة واطمأن اليها وجدانها وارتاح لها ضميرها مستخلصة من سائر اوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل فى ان المتهم /محمدحسن امام السيد وهو رجل في منتصف العقد الخامس من عمره ينتمي الي اسرة ميسورة الحال.
وأضافت الحيثيات أن والده امتلك شركة تعمل في صيانة وتركيب المصاعد الكهربائية فامتهن تلك المهنة خلفا لوالده فادرت عليه الكثير من الاموال ورغم ان المتهم قد انعم الله عليه بوافر الصحة وميسور الحال ورزقه بزوجة وبنات وبنين الا انه يحمل بين ضلوعه قلبا يذخر بالحقد والكراهية لمن حوله وعجز عن كبح جماح رغباته المسمومة فاستبدت به الشهوات فسلبت منه دينه ويقينه واعماه الهوى فهوى في دياجير الاثم والفجور ينهل منها حتي الثمالة.وحمل عليه شيطانه فاعمي بصيرته وبدد حياته فتظاهر علي الناموس الطبيعي لخلق البشرية وتمرد علي فطرة الانسان.
وأكدت الحيثيات أن المتهم سولت له نفسه بما حيلت عليه من خسة ودناءة وسوء النشأة وفساد التربية أن يقتل النفس التي حرم الله قتلها الا بحق.فتحول الي ضبع فتاك فانفق امواله جميعها على الملذات والمسرات وتعدد الزيجات و داب على تعاطي المواد المخدرة والتردد على الملاهي الليلية واحتساء الخمور حتى تعثر ماديا وعجز عن الانفاق على ابنائه فطلقت منه زوجته المتهمة الثالثة.
وأوضحت الحيثيات أن المتهم سلك طريق الجريمة للانفاق علي غيه الاثم واختمرت في عقله فكرة شيطانية وهي السطو على احد محال المصوغات الذهبية وقتل مالكها فوجد ضالته وتخير متجرا للمشغولات الذهبية بشارع درب نصر-دائرةقسم بولاق ابوالعلا يملكه المجني عليه/حسني عدلي جرجس عبدالملاك (حسني الخناجري) يديره منفردا فصادف ذلك من خبيئة نفسه قبولا وتولدت لديه نية ازهاق روح المجني عليه والخلاص منه والاستيلاء علي ما يمتلكه من مشغولات الذهبية، وزين له شيطانه سوء عمله واستباح قتله وفكر في هدوء ورويه وخطط لتنفيذ جريمته، واعتقد ان فكره السئ سوف يحقق له مقصده وان الخلاص من المجني عليه وسرقته دون ان ينكشف امره سيما وان الاخير كهلا جاوز السبعون من العمر يقضي جل وقته في ادارة محله منفردا.