الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المدمرة "إيلات" فخر البحرية الإسرائيلية انهارت أمام "لنشين" مصريين


قائد البحرية الإسرائيلية يعترف:‏ الصواريخ المصرية أحالت المدمرة إلي كتلة من النيران‏
تدمير إيلات سجل رقما قياسيا لصالح مصر بعد نجاح لانشين في القضاء علي مدمرة حربية

عملية إيلات كانت واحدة من سلسلة عمليات ناجحة للقوات المصرية ضد العدو الإسرائيلي ، خلال فترة حرب الإستنزاف التي تلت نكسة 67 وكانت المدمرة البحرية إيلات تعتبر من أقوي القطع البحرية الإسرئيلية حيث قامت بشرائها من إنجلترا في يونيه عام 1956 و اشتركت المدمرة في حربي 56 و 67، وكانت تمثل نصف قوة المدمرات في البحرية الإسرائيلية، وسجل تدميرها رقم قياسي حيث كانت تلك المرة الأولى في التاريخ الذي تدمر فيه مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ.
وقامت المدمرة إيلات بأعمال استفزازية للقوات البحرية المصرية، حيث تركزت خطة القيادة الإسرائيلية ، في قيام تلك المدمرة بالمرور شمالاً بإتجاه البحر وفي مدى رؤية رادارات قاعدة بورسعيد ، في نفس الوقت الذي يتحرك فيه لنشي طوربيد من طراز "ملان" الفرنسية الصنع جنوبًا بإتجاه الساحل ، وفي حال إكتشاف أى وحدة بحرية مصرية يتم الإشتباك معها فورًا وتدميرها .
وعلى الجانب الآخر كانت دورية الطوربيد المصرية المكونة من لنشين يضم الأول قائد السرب " نقيب بحرى عونى عازر ، ومساعده ملازم رجائى حتاتة " ويضم الثانى " نقيب ممدوح شمس ، ومساعده ملازم أول صلاح غيث " تنفذ مرورًا روتينيًا لتأمين الميناء والإستطلاع للإبلاغ عن أى أهداف تكتشف في نطاق المياه الإقليمية المصرية .
وعلى بعد 16 ميل شمال شرق بورسعيد تمكنت الدورية من إكتشاف المدمرة " إيلات " ، فتم إبلاغ القيادة لاسلكيًا ، ثم أنطلقت اللنشات المصرية وبينما كان النقيب " عونى " ينطلق بإقصى سرعة تسمح بها محركات اللنش الخاص به صوب المدمرة ، ظهر فجأة لنشى الطوربيد الإسرائيليين ، وبدأت تهاجم الدورية المصرية من الجانب الخلفى ، فأسرع عونى يبلغ القيادة بالموقف الجديد ، وتلقى تعليمات مشددة بتجنب الإشتباك ومحاولة التخلص من المعركة بأى شكل .
وبدأت معركة غير متكافئة بين لنشات الطوربيد المصرية والإسرائيلية ، في ظل مساندة المدمرة " إيلات" وعلى الرغم من عدم التكافوء الواضح ، إلا أن الدورية المصرية بقيادة نقيب عونى عازر نجحت في الخروج من دائرة الضوء التي كانت ترسلها المدمرة مع وابل من النيران الكثيفة ومع تعقد الموقف وأستحالة التراجع ، أتخذ " عونى " قرارًا بالقيام بهجوم أنتحارى وأمر مساعده ملازم " رجائى حتاته " بنزع فتيل الأمان من قذائف الأعماق ، وأنقض بزاوية عمودية على الجانب الأيمن من المدمرة في محاولة لتدميرها وإنهاء المعركة .
ومع وضوح نية اللنش المصرى ، ازدادت كثافة النيران الصادرة من المدمرة وانضم إليها لنشى الطوربيد ، في محاولة لإيقاف لنش النقيب عونى قبل بلوغ المدمرة وعلى مسافة 30 مترًا من المدمرة أنفجر اللنش المصرى وأستشهد النقيب عونى عازر ومساعده ملازم رجائى حتاته ، كما أستشهد طاقم اللنش بالكامل ، بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة " إيلات " من جراء تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية إضافةٍ إلى تدمير موتور رادار المدمرة وأصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة .
ويسرد اللواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر 1973ورئيس أركان الجبهة آنذاك، أنه بمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة حيث هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات " شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها المكون من 100 فرد، وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى.
كانت توابع تلك كارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي بأكمله وعلى الجانب الآخر فان البحرية المصرية والشعب المصري بأكمله الذي ذاق مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا وردت إسرائيل على هذه الحادثة يوم 24 أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول في الزيتية بالسويس بنيران المدفعية كما حاولت ضرب السفن الحربية المصرية شمالي خليج السويس وعجل حادث إغراق المدمرة ايلات بانتهاء إسرائيل من بناء 12 زورق صواريخ من نوع "سعر" كانت قد تعاقدت على بنائها في ميناء شربورج بفرنسا.
لقد كان إغراق المدمرة إيلات بواسطة صاروخين بحريين سطح - سطح لأول مرة ، بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى فى العالم وقالت بريطانيا وقتها في أول رد فعل لها علي إغراق المدمرة إيلات: الطريقة التي أغرقت بها المدمرة إيلات‏ تدل علي مهارة غير عادية وتعتبر عملا عظيما يتطلب قدرات عالية‏ بينما سلومو إيريل قائد البحرية الإسرائيلية قال‏:‏ الصواريخ المصرية أحالت المدمرة إلي كتلة من النيران والصلب الملتوي‏.
‏ أما قائد المدمرة إيلات في كتابه‏ "الرحلة الأخيرة للمدمرة إيلات‏'" ويقصد الرحلة التي أغرقت فيها بصواريخ المصريين‏ فيحكي حكايته مع فخر البحرية الإسرائيلية التي انتهي بها المطاف في قاع البحر وكيف أنه لم يتصور يوما أن يحدث ذلك ويعترف في كتابه بأنه لم يخطر علي باله للحظة أن يجيء أي خطر من أي نوع من المصريين وأن البحر مفتوح أمامه ولايجرؤ أحد علي النظر للمدمرة التي معها سرب لنشات طوربيد وغطاء جوي من الطائرات المقاتلة ثم من الذي يقدر علي الوقوف أمام أكبر قطع الأسطول البحري الإسرائيلي.