أثار سؤال وُجه للشيخ أبو بكر الشافعي، أحد علماء الأزهر الشريف، عبر صفحته الرسمية، اهتمامًا حول مدى تأثير الخطأ في الأذكار أثناء الصلاة، وحكم التسبيح في الركوع والسجود.
جاء السؤال من أحد المتابعين: "سبحتُ في الركوع تسبيحة واحدة، هل صلاتي باطلة؟ وما حكم الخطأ في الأذكار؟ وهل يُشترط قول الذكر ثلاث مرات؟".
أجاب الشيخ الشافعي: "صلاتك صحيحة، والركوع والطمأنينة فيه هما الفرض.
أما التسبيح فهو سنة عند جمهور العلماء، باستثناء الحنابلة الذين يرونه واجبًا.
وأقل السنة تسبيحة واحدة، ولو أخطأت في ذكر الركوع أو السجود، كأن تقول ذكرًا في غير موضعه، فلا تبطل الصلاة ولا يلزم سجود السهو".
الدعاء في الركوع والسجود
من جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الدعاء في الركوع مستحب، مستدلة بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي»" (رواه البخاري).
وأضافت أن أفضل الدعاء في الركوع والسجود هو تعظيم الله وطلب المغفرة. كما أكدت أن الدعاء أثناء السجود هو الأقرب للاستجابة، وفقًا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء".
قراءة القرآن في الركوع والسجود
وفي سياق متصل، شدد الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، على أن الركوع مخصص لتعظيم الله، والسجود للدعاء.
ونبّه إلى أنه يُكره قراءة القرآن في السجود والركوع، إلا إذا كان المقطع القرآني دعاءً، ففي هذه الحالة يُعتبر نية الدعاء هي المقصودة، وليس التلاوة.
تأتي هذه التوضيحات من العلماء لتزيل اللبس حول بعض الأفعال أثناء الصلاة، مؤكدين أن الرحمة والسعة في التشريع الإسلامي تجعل الأخطاء اللفظية أو نقصان الأذكار لا تؤثر على صحة الصلاة، مع التشجيع على الإكثار من الدعاء والذكر لزيادة الخشوع والقرب من الله.