أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم 15 مايو، حيثيات حكمها بمعاقبة خال طفلة قتلها لإصابتها بفيرس بالدم وعدم سيطرتها على التبول والتبرز داخل شقته بالمعصرة، بالسجن المؤبد.
صدرت حيثيات الحكم برئاسة المستشار خالد عبدالغفار النجار رئيس المحكمة وعضوية المستشارين رضا زكي عبد الجواد وياسر قطب جاب الله وكمال الشناوي الرؤساء بمحكمة استئناف القاهرة وأمانة سر حسام كمال.
قالت المحكمة في حيثيات حكمها إن وقائع الدعوى حسبما استقرت فى يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في اندثار كل معاني الإنسانية والرحمة وتفشي القسوة والوحشية وتدني الأخلاق والقيم الإنسانية الكريمة التي حرصت عليها الديانات السماوية، وإطلاق العنان للشيطان ليقود المتهم إلى إرتكاب كبيرة من الكبائر وأحط الجرائم وهي قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق سيما وأن المتهم زينهم محمد هو خال للمجني عليها الطفلة نسمة أشرف البالغة من العمر 5 سنوات إذ أنه على إثر إصابة المجني عليها بفيرس في الدم يجعلها تتبرز بطريقة مستمرة وعدم سيطرتها على نفسها وكثرة التبرز والتبول بداخل شقة المتهم في كل مكان، حيث أنها تقيم معه هي وشقيقتها صباح البالغة من العمر 13 عاما بعد الحكم على والدتها بعقوبة مقيدة للحرية قام بنهرها والتعدي عليها بالضرب بطريقة وحشية وكانت شقيقتها صباح تتوسل إليه حتى لا يعنفها ويقوم بالتعدي عليها بالضرب.
وأضافت الحيثيات أن المتهم انتهز عدم وجود شقيقة المجني عليها بالشقة وانتوى التخلص من المجني عليها وحال ذلك قامت المجني عليها الطفلة نسمة أشرف بالتبول والتبرز في كذا مكان بداخل الشقة خاصة المتهم بسبب عدم قدرتها على التحكم في نفسها لحين دخولها الحمام لقضاء حاجتها فقامت زوجة المتهم بتعنيفها وقام المتهم على إثر ذلك بالتعدي على المجني عليها بالضرب بطريقة وحشية مرات عديدة وانهال عليها بالضرب في وجهها وفي جسمها وإلى أن نزفت دما وتلخطت ملابسها بالدماء وكانت المجني عليها تبكي وتستغيث وتتقيأ من فمها نتيجة الإعتداء عليها من المتهم وأصيبت بغيبوبة فقام المتهم بخنقها والضغط على عنقها إلى أن تأكد من قتلها ومفارقتها للحياة وحال ذلك وصلت شقيقتها صباح وعاتبت المتهم من جراء فعله بالتعدي على شقيقتها المجني عليها الطفلة نسمة، وأن المتهم قام بتجريد المجني عليها الطفلة من ملابسها الملطخة بالدماء وقام بإلقاء مياه باردة على جسمها ليتخلص من الدماء الموجود على جسمها نتيجة الضرب المبرح التي تعرضت له من قبله ونزل بها إلى الشارع وهي عارية من الملابس تماما وعاد بعد ساعة وطلب من شقيقة المجني عليها النزول لشراء علبة عصير للمجني عليها بعدما تأكد أنها فارقت الحياة وعادت شقيقة المجني عليها بعد شراء علبة العصير وعند قيامها بمحاولة سقي المجني عليها العصير فوجئت أن العصير يخرج من منخارها وأنها فارقت الحياة، فقام المتهم بإلباسها ملابس أخرى و نزل بها بالشارع مرة أخرى وقام بضربها مرة أخرى على وجهها بيديه فقررت له شيقة المجني عليها أن المجني عليها فارقت الحياة وعاد بها المتهم إلى شقته و تركها ملقاة على فرشتها 3 أيام إلى أن صاحت فيه زوجته طالبة منه التخلص من الجثة وأخذ يفكر في طريقة لإخفاء الجثة مثلما أخفى الملابس الملطخة بالدماء التي كانت ترتديها المجني عليها.
وأكدت الحيثيات أنه أحضر جوال وقام بلف الجثة بداخل ملاية سرير وربط أيديها بصدرها وكذا أرجلها وقام بوضع مناديل في منخارها وأذنيها وقام بإدخال جثة المجني عليها بداخل الجوال وقام بتهديد الطفلة صباح شقيقة المجني عليها أنه سيقوم بقتلها لو أبلغت أي شخص بالواقعة ونزل من الشقة حاملا جثة المجني عليها وكان ذلك فجرا ومعه شقيقتها إلى أن وصل إلى شارع الكورنيش وقاما بإستقلال سيارة ميكروباص ووضع الجثة على السيارة وأخرج يده من الشباك للإمساك بالجثة من طرف الجوال و بعد الوصول لشارع الرشاح بدائرة قسم شرطة المعصرة نزل من الميكروباس حاملا الجثة بداخل الجوال وممسكا بشقيقة المجني عليها ووجد مكان تجميع قمامة فقام بإلقاء الجوال بداخله الجثة بذلك المكان ووضع حجرا كبيرا فوقه وعاد إلى الشقة سكنه وأخبر زوجته بأنه قام بالتخلص من الجثة وقامت شقيقة المجني عليها بالهرب منه وأخبرت خالتها بما حدث وأخبرت والدها وقامت بالإبلاغ عن الواقعة وبعد ضبط المتهم بمعرفة الشرطة أقر بإرتكابه الواقعة.
وأوضحت الحيثيات أن الواقعة على النحو السالف بيانه استقام الدليل على ثبوتها وصحة إسنادها فى حق المتهم زينهم محمد مما إطمأنت إليه المحكمة من شهادة الشهود ومعاون مباحث قسم شرطة المعصرة وتقرير الصفة التشريحية بمصلحة الطب الشرعي وتقرير المعامل المركزية بمصلحة الطب الشرعي وسؤال الطفلة صباح أشرف على سبيل الإستدلال وإقرار المتهم بتحقيقات النيابة العامة، إذ شهد والد المجني عليها باعتياد نجلته الإقامة مع المتهم منذ أن قُيدت حرية زوجته على ذمة إحدى القضايا ثم أتصل علمه بأنه وأثناء تواجد نجلته مع المتهم كان يعتدي عليه لقضاء حاجتها دون السيطرة على نفسها لصغر سنها و إتصل علمه بمقتلها على يد المتهم بأن وجه لها ضربات متعددة سقطت على أثرها أرضاً ثم قام بوضعها داخل إحدى الملايات المنزلية و إخفائها داخل جوال بلاستيكي و إنتقل بها إلى إحدى المناطق النائية و ألقاها بمكان تجميع قمامة وعزى قصده من ذلك قتلها.
وشهد النقيب كريم محمد عبد العاطي - معاون مباحث قسم شرطة المعصرة بأن تحرياته السرية توصلت إلى صحة ارتكاب المتهم لواقعة قتل الطفلة المجني عليها بأنه و على إثر قيامها بقضاء حاجتها بالبتول لا ارادياً لعدم قدرتها السيطرة على نفسها و التحكم في ذلك إنهال عليها ضرباً بأن كال لها عدة ضربات و لكمات إستقرت بعموم جسدها تابعها بوضع يده على عنقها و خنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة و سقطت جثه هامدة و لإخفاء معالم جريمته إستكمل مشروعه الإجرامي بأن قام بلفها بإحدى الأغطية المنزلية و وضعها داخل جوال بلاستيكي أحضره من مسكنه و ذهب و أستقل مركبة ألية و قام بوضع الجثمان أعلى سطح المركبة الألية إلى أن وصل إلى مكان نائي و قام بإلقاء الجثمان بإحدى أماكن تجميع القمامة وعزى قصده من ذلك قتلها و التخلص منها و إخفاء جريمته و نفاذاً لما ورد إليه من بلاغ بالعثور على الجثمان أنتقل وفحص فحوى البلاغ وتمكن من ضبط المتهم و الذي بمواجهته أقر بإرتكابه الواقعة .
وثبُت بمناظرة النيابة العامة لجثمان المتوفاة إلى رحمة مولاها أن الجثمان لطفلة في العقد الأول من العمر في حالة التعفن الرمي ملفوفه داخل غطاء منزلي و جوال بلاستيكي ملقاة بمكان تجميع قمامة .
- وثبُت بتقرير مصلحة الطب الشرعي أن الوفاة نتيجة الضغط على العنق أدى إلى مضاعفات وفق الكيفية والتاريخ الوارد بمذكرة النيابة العامة علماً بأن الضغط على العنق يترتب عليه حدوث تنبيه عصبي يودي إلى تثبيت عضلة القلب و الوفاة دونما ترك أثر إصابي خارجي بالعنق .
- وثبُت بتقرير المعامل المركزية التابع لمصلحة الطب الشرعي إحتواء عينة المتهم على نواتج أيض الحشيش ، و الأمفيتامين ، و الميثامفيتامين المدرجين بالجدول الأول من قانون المخدرات .
- وثبت بسؤال الطفلة صباح أشرف على سبيل الاستدلال قررت بديمومة اعتداء المتهم على شقيقتها بالضرب على إثر عدم قدرتها على التحكم في قضاء حاجتها و قبيل وفاتها تلاحظ لها قيامها بالتبول لا إرادياً فإعتدى عليها بأن وجه لها عدة ضربات إستقرت بعموم جسدها تابعها بخنقها بيداه فقسطت جثه هامدة و فارقت الحياة ثم مكث بها ثلاثة أيام لتصريف الجثمان و قام بلفها بملائه منزلية و وضعها داخل جوال بلاستيكي وإستقل مركبة أليه و وصل بمنطقة نائيه و ألقاها بإحدى جبال تجميع القمامة وعزت قصده من ذلك قتل شقيقتها و التخلص منها مشيرة إلى أنه هددها بإيذائها إذا أخبرت أياً من ذويها بما قارفه من أفعال .
- أقر المتهم زينهم محمد بتحقيقات النيابة العامة حال إستجوابه بمقارفته الواقعة بأنه و على إثر قيام الطفلة بقضاء حاجتها و التبول لا ارادياً إنهال عليها بالضرب و قام بخنقها بيداه فسقطت منه مغشياً عليها و فارقت الحياة و خشية لافتضاح أمره مكث بالجثمان لبضعة أيام للتفكير في كيفية إخفائها و التخلص منها دون كشف أمره ثم قام بلفها بملائه منزليه و وضعها داخل جوال بلاستيكي كان قد أحضره من شرفة منزله و قام بإخفائها بداخله و إنتقل بها إلى الطريق العام و إستوقف مركبة ألية و جلس بالمقعد الأخير و قام بوضع الجثمان أعلى سطح المركبة إلى أن وصل بها إلى منطقة نائيه و توجه بالجثمان أعلى إحدى جبال تجميع القمامة و ألقاها و وضع عليها حجراً كان ملقى بجانبها و تغطية بقطعة نسيجية " سجادة " و غادر من مكان الواقعة ، و أقر المتهم بأنه الشخص الظاهر بالمقاطع التي إلتقطتها ألات تسجيل المراقبة المحاطة بمسرح الواقعة كما أقر بأن الجوال الذي كان حاملاً إياها و الظاهر بالمقطع هو لجثمان المتوفاة إلى رحمة مولاها عقب أن قام بوضعها داخله ، كما أقر بتعاطيه المواد المخدرة، وأجرى المتهم محاكاه تصويرية لكيفية ارتكابه الواقعة تطابقت تفصيلاً مع إقراره بالتحقيقات، وحيث أنه بإستجواب المتهم بالتحقيقات أقرا بإرتكابه الواقعة، ولهذه الأسباب أصدرت المحكمة حكمها المتقدم.