قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اجتماع 90 دقيقة في البيت الأبيض| كواليس لقاء ترامب ونتنياهو.. ومصير غزة بعد الحرب

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

في توقيت حرج تشهده الساحة الإقليمية، أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، اجتماعًا استمر قرابة الساعة والنصف في البيت الأبيض. اللقاء، الذي جاء بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع سابق بين الزعيمين، حمل طابعًا خاصًا ومفاجئًا، سواء من حيث التوقيت أو المضامين المطروحة، حيث تركّزت المناقشات على ملفين أساسيين.. إيران وقطاع غزة.

إيران في صدارة الأولويات الأمنية

كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن جزءًا كبيرًا من اللقاء خُصّص لبحث التهديدات الإيرانية، وعلى رأسها البرنامج النووي لطهران، وخططها الصاروخية الباليستية. وتُعدّ هذه الملفات من أبرز الهواجس التي توحّد الموقفين الأمريكي والإسرائيلي في ظل مؤشرات متزايدة على رغبة إيران في استئناف تطوير برنامجها النووي، ما يشكّل تهديدًا مباشرًا، وفقًا للطرفين، على أمن إسرائيل والمنطقة بأكملها.

وبحسب مصادر سياسية مطّلعة، ناقش الزعيمان الخطوات العملية لمنع طهران من إعادة تشغيل منشآتها النووية، وكذلك تقنيات إطلاق الصواريخ البعيدة المدى. كما تطرقا إلى سبل التنسيق الدبلوماسي والضغط الدولي لكبح طموحات إيران النووية والعسكرية.

غزة و«اليوم التالي» بعد وقف إطلاق النار

أما الملف الثاني الذي تصدّر جدول اللقاء فكان الوضع في قطاع غزة، حيث تباحث ترامب ونتنياهو في السيناريوهات المطروحة لما يُعرف بـ"اليوم التالي" بعد وقف إطلاق النار. وركّز اللقاء على ترتيبات ما بعد الحرب، مع سعي مشترك لرسم ملامح المرحلة المقبلة التي تضمن من وجهة نظر الطرفين أمن إسرائيل، وتمنع عودة الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى التسلّح أو السيطرة على القطاع.

الحديث عن "اليوم التالي" يعكس إدراكًا متزايدًا لدى واشنطن وتل أبيب بأن نهاية الحرب، رغم صعوبتها، أصبحت ضرورة واقعية تتطلب حلولًا سياسية وأمنية تضمن استقرارًا طويل الأمد.

طابع مفاجئ للزيارة وعدم صدور تصريحات

الاجتماع الذي تم الإعلان عنه في اللحظات الأخيرة، جاء بعد لقاء سابق عُقد بين الزعيمين في اليوم الذي سبقه، مما أثار تساؤلات عديدة حول سبب هذا التكرار السريع. ورغم كثافة الموضوعات المطروحة، غادر نتنياهو مقر البيت الأبيض دون الإدلاء بأي تصريحات إعلامية، في خطوة لافتة تشير إلى حساسية الملفات التي تمّت مناقشتها أو إلى وجود نقاط خلافية لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها بعد.

وشارك في جزء من الاجتماع نائب الرئيس الأمريكي، جيه إيناف فانس، ما يعكس أهمية وحساسية النقاشات.

المفاوضات في الدوحة

بالتزامن مع لقاء البيت الأبيض، شهدت العاصمة القطرية الدوحة انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل، بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، تهدف إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار. وتشير مصادر مطلعة إلى أن الوسطاء قدموا مقترحًا جديدًا للطرفين يستند إلى خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وسط تفاؤل حذر بإمكانية تحقيق اختراق حقيقي في المفاوضات المتعثرة منذ أشهر.

رسائل سياسية وترتيبات ما بعد الحرب

يحمل اجتماع ترامب ونتنياهو الأخير أكثر من دلالة سياسية، فهو لا يقتصر على مجرد تنسيق ثنائي تقليدي، بل يعكس نية الطرفين لرسم مسار جديد لمستقبل غزة، وتكثيف الضغوط على إيران في ملفات تعتبرها إسرائيل تهديدًا وجوديًا. كما أن تزامن هذه التحركات مع مسار دبلوماسي في الدوحة يوحي بأن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولًا جذريًا في شكل التسويات المحتملة، إذا ما توافرت الإرادة الدولية الكافية والدعم الإقليمي المطلوب.

وفي ظل الغموض الذي يحيط ببعض جوانب الاجتماع، تبقى الأيام القادمة ما بين تصعيد محتمل أو انفراجة دبلوماسية منتظرة.