قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الإخوان يبدلون الأسلوب ولا يبدلون الهدف.. من «حسم» إلى «ميدان»

جماعة الإخوان
جماعة الإخوان

في توقيتٍ لافت، أعلنت القاهرة إحباط مخطط إرهابي جديد تقف خلفه حركة "حسم"، الذراع المسلحة لجماعة الإخوان. لكن خلف الأضواء، برز كيان جديد يحمل اسمًا مدنيًا جذّابًا: "ميدان"، والذي اعتبره مراقبون إعادة تشغيل لذراع إخوانية نائمة، تعود للعمل بتكتيكات قديمة وأهداف محدثة.

الجمعية التي ظهرت للعلن تزامنًا مع كشف المخطط، تُدار من قِبل قيادات إخوانية هاربة إلى تركيا، وتحديدًا عبر ما يُعرف بـ"تيار التغيير"، الذي يستخدم هذه الواجهة كأداة ضغط سياسي وإرهابي ضد الدولة المصرية.

جماعة الإخوان

عودة تكتيكات الإخوان: من "حسم" إلى "ميدان"

يستعيد هذا التيار استراتيجية لطالما اعتمدها التنظيم، تقوم على واجهة سياسية علنية تحمل برامج وتحالفات، تتوازى مع تحركات عسكرية سرية تنفذها كيانات تتخفى وراء لافتات مدنية كالجمعيات والمراكز.

لكن اللافت في هذه المرة، أن أحد أبرز وجوه "ميدان" هو القيادي الإخواني يحيى موسى، المتهم بالضلوع في المخطط الإرهابي الأخير بحسب السلطات المصرية.

وبينما التزمت الجمعية الصمت حيال الإعلان الرسمي عن إحباط الهجوم، حرصت على ترويج أجندتها السياسية الجديدة، التي تُعيد إنتاج النموذج الإخواني ذاته: مشروع سياسي علني، وذراع مسلحة في الخفاء.

المفارقة أن هذا التحرك يأتي في وقت يُحيي فيه المصريون الذكرى الـ12 للإطاحة بتنظيم الإخوان، المصنف جماعة إرهابية. وعلى الرغم من ذلك، لم تتردد جمعية "ميدان" في التلميح – بل والتصريح – بعزمها إعادة استدعاء شخصيات إخوانية بارزة لتنفيذ مشروعها، الذي تزعم أنه البديل القابل للتنفيذ.

ماذا نعرف عن "ميدان"؟

تقول مصادر متطابقة إن جمعية "ميدان" تأسست على يد القيادي الإخواني الهارب رضا فهمي، وتُستخدم كأداة جديدة للتنظيم بهدف تنفيذ عمليات إرهابية وزعزعة الاستقرار.

الجمعية، التي كثّفت أنشطتها في الآونة الأخيرة، دعت إلى مظاهرات تحريضية وخرق النظام العام، تزامنًا مع مخططات عنف لضرب الأمن المصري وإعادة التنظيم الإرهابي إلى الساحة.

ما يُثير القلق أن "ميدان" تنسق بشكل مباشر مع قيادات الجبهة السلفية الهاربة بالخارج، لتشكيل واجهة جديدة للتجنيد والتحريض، وتستغل قضايا مثل غزة لاستقطاب الشباب تحت شعارات الثورة والتغيير.

وتعود البدايات العلنية للجمعية إلى يناير 2022، حين أعلن رضا فهمي خلال مؤتمر خارجي عن تأسيس "ميدان"، واضعًا نشاطها ضمن ما أسماه "الحراك المسلح والثوري"، ومطلقًا تهديدات مباشرة بعودة العنف تحت غطاء العمل الثوري.

وقال في كلمته آنذاك: "نحن في مرحلة خطيرة جدًا، حيث تظن الثورات المضادة أنها سيطرت، لكننا سنعيد التوازن عبر أدواتنا الثورية"، وهو تصريح قرأه المراقبون باعتباره إعلانًا صريحًا بإحياء التكتيك المسلح.

وتفتح عودة جمعية "ميدان" بابًا جديدًا في المواجهة مع تكتيكات الإخوان المتجددة، التي تمزج العمل السياسي بالشعارات الثورية والعمل السري. ورغم تصنيف الجماعة كإرهابية في مصر، إلا أن تحركاتها الخارجية تُثبت أنها لا تزال تمتلك أدوات للتغلغل والتأثير، مما يستدعي يقظة أمنية ومجتمعية متواصلة.

وفي سياق تصاعد التهديدات الإرهابية ومحاولات إحياء أذرع جماعة الإخوان، أكد الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن نجاح الأجهزة الأمنية المصرية في كشف خلية «حسم» الإرهابية يمثل ضربة استباقية شديدة الأهمية.

وأضاف أديب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن مصر تمتلك تجربة رائدة في مواجهة الإرهاب، وأنها لطالما اعتمدت في هذه المواجهة على كفاءة جهازها الأمني، مدعومًا بأجهزة معلومات تمتلك بيانات دقيقة تُسهم في تفكيك الشبكات الإرهابية قبل تحرّكها الفعلي.

وأضاف الباحث المتخصص أن مرحلة ما بعد عام 2013 شهدت تطورًا نوعيًا في أداء المؤسسات الأمنية، مكّنها من القضاء بشكل شبه كامل على عدد كبير من التنظيمات الإرهابية التي كانت تهدد أمن البلاد واستقرارها.

وفي ظل تحركات تنظيم الإخوان ومحاولاته إعادة ترتيب صفوفه عبر ما يُعرف بـ«تيار التغيير»، أكد المحلل السياسي أحمد العناني أن ما يجري حاليًا يُجسّد الطبيعة المتكررة للجماعة، التي تلجأ في أوقات الأزمات إلى إعادة إنتاج نفسها عبر واجهات سياسية ظاهرها مدني، وباطنها عنف مُقنّع.

وأضاف العناني في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الجماعة دأبت على الجمع بين الإعلان عن أهداف وتحالفات سياسية علنية، كما ورد في وثيقة «تيار التغيير»، وبين نشاط عسكري سري يتم تحت غطاء جمعيات ومراكز تُدار من الخارج.

وأشار العناني إلى أن عودة هذا التيار تكشف عن إفلاس داخلي داخل التنظيم، وفشل جناحي الخارج بقيادة محمود حسين وإبراهيم منير في حل أزماته، ما دفع التيار الكمالي إلى تصعيد شخصيات عنيفة طمعًا في النفوذ والتمويل. 

واعتبر أن محاولات الإخوان للعودة إلى المشهد المصري لم تتوقف منذ سقوط حكمهم في 2013، لكنها دومًا ما تتحطم على صخرة يقظة الأجهزة الأمنية ووعي الشارع الذي رفضهم ومشروعهم التخريبي.