قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نهلة الصعيدي: الأزهر ميدان لصناعة المبدعين والقادة والباحثين والمبتكرين

د. نهلة الصعيدي
د. نهلة الصعيدي

قالت أ. د. نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر الشريف، رئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، إن الأزهرَ الشريفَ منذ أكثرَ من ألفِ عامٍ وهو منارةُ علم وهداية؛ فتح أبوابَه لأبناء العالم من الشرق والغرب، واحتضن الطلاب الوافدين من شتى الأقطار، فكانت قاعاتُ الأزهر مُلتقى العقول، ومجالسُ علمه مجالًا لتلاقُح الثقافات، في بيئة من الحب والاحترام، تحت راية القرآن الكريم، وسُنَّة النبي الأمين ﷺ، والعلمِ النافع الذي يحمل رسالة الخير والسلام، ولقد كان الأزهرُ الشريفُ عبر تاريخه مَيدانًا لصناعة المبدعين والقادة والباحثين والمبتكرين؛ فخرجت منه العقولُ النيِّرةُ التي حملت الفكرَ الوسطيَّ إلى العالَم، وأسهمت في بناء الحضارات، ونشرت قيم التعايش، وربطت العلمَ بالأخلاق، والابتكارَ بالقيم، والقيادةَ بالرحمة والعدل.

وواصلت مستشارة شيخ الأزهر الشريف، خلال كلمتها في الحفل الختامي لتوزيع جوائز الموسم الرابع من مسابقة «مواهب وقدرات»،  لقد شهد هذا الموسمُ من المسابقة مشاركةً واسعةً من طلابنا الوافدين، من أكثرَ من خمسٍ وثلاثينَ دولةً حول العالم؛ من نيجيريا إلى إندونيسيا، ومن روسيا إلى أمريكا، ومن فلسطين إلى السودان؛ حيث اجتمع الطلاب من مختلِف الجنسيات والثقافات، ليعبروا عن إبداعهم، ويَنْسِجُوا لوحةً من التنوع والجمال، في الأزهر الشريف، رمزِ الوسطية وحاضنِ المواهب.

وأضافت رئيسة مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، أنه قد بلغ عددُ الفائزين في مسابقة هذا العام مائةً وواحدًا وخمسين طالبًا وطالبة من مختلِف المراحل التعليمية، بعد منافسات مكثفة أشرف عليها ثمانيةٌ وأربعونَ مُحكَّمًا من الخبراء والمتخصصين، وتُوِّجتْ بفوز مستحق في سِتَّ عَشْرةَ مسابقةً متنوعةً؛ مِن حفظ القرآن الكريم، والثقافة الإسلامية، والأصوات الحسنة، إلى الخطابة والشعر واللغات، ومن الفنون التشكيلية والرقْمية والتمثيل، إلى البحث العلمي، والخط العربي، والأشغال الفنية، والابتكار وريادة الأعمال؛ ليكون هذا الموسمُ موسمًا استثنائيًّا بحق.

وأوضحت دكتورة نهلة الصعيدي أن شِعارَ هذا الموسم: «ابتكارٌ وريادة» ليس مجرَّد كلماتٍ تُزيِّن أوراق الاحتفال، بل هو رسالةٌ يوجهها الأزهر الشريف إلى العالم: أن العلمَ موهبةٌ ورسالة، وأن الريادة لا تأتي إلا بالإبداع والاجتهاد، وأن الابتكار هو ما يَبني الأمم ويرتقي بالأفراد، ونحن اليوم نستذكر تاريخنا المشرق؛ حيث كان علماؤنا روادًا في كل مجال، مبتكرين في كل علم، وقد سجلوا بأقلامهم قيمة الفنون والمواهب؛ فمما قيل: «الناسُ أبناءُ ما يُحسنون، والمرءُ حيث يَجعل نفسَه».

وتابعت لقد كان الخُوارِزْمِيُّ مبتكرًا في الحساب والجبر، وكان ابنُ الهيثم رائدًا في البحث العلمي، وكان جابرُ بنُ حيانَ مجددًا في الكيمياء، وكان الإمامُ الشافعيُّ شاعرًا وخطيبًا وأديبًا، فجمع علماؤنا بين الابتكار والريادة؛ ليكتبوا أسماءهم بحروف من نور في سجل الإنسانية، واليوم أنتم تَسيرون على خُطا هؤلاء العظماء، وتفتحون أبوابَ المستقبل لأنفسكم وأوطانكم، بأعمالكم المبدعة في الخط والرسم والبرمجة والفنون والبحث العلمي، في موسم حافل شهد بروز الروح الجماعية، وتطورَ المستوى الفني، وظهورَ طاقات جديدة، بما قدمته أكاديمية «مواهب وقدرات» من برامج تدريبية أسهمت في صَقْل مهاراتكم وتطوير أدائكم.

وأكملت حديثها بأن ما يُقدَّم اليومَ من جوائزَ ماليةٍ تقدَّر بمائتين وستين ألفَ جُنيهٍ مصري، وشهاداتِ تقديرٍ، ليس إلا رسالةَ تقديرٍ لكم ولجهدكم، وتشجيعًا لمواصلة الطريق، وتأكيدًا على حرص الأزهر الشريف على دعم أبنائه الوافدين، وتمكينهم من التعبير عن قدراتهم ومواهبهم، في ظل رسالته العالمية التي تستهدف إعدادَ كوادرَ علميةٍ متميزة، تحمل لواء الفكر الوسطي، وتُسهم في بناء مستقبلٍ أفضلَ لأوطانهم وللعالم أجمع.

وتوجهت مستشارة شيخ الأزهر للوافدين في نهاية كلمتها بخالص التهنئة إلى الطلاب الذين بذلوا جهدًا كبيرًا، وسَهِرُوا الليالي، وقدموا أفضلَ ما لديهم، وكانوا مثالًا للإبداع والاجتهاد، حتى استحقوا هذا التكريم الذي يأتي اليوم تتويجًا لعطائهم وتميُّزهم، كما وجهت الشكر والتقدير لهيئة التحكيم، كما تقدمت بالشكر لقيادات الأزهر الشريف كافة، الذين قدموا كل الدعم والرعاية لهذه المسابقة، وحرَصوا على توفير بيئة حاضنة للطلاب الوافدين؛ ليجد الطالب بين جدران الأزهر بيتًا علميًّا دافئًا، وبيئةً تحفيزيةً تُطلق مواهبَه، وتحتضن قدراتِه، وتمنحُه الثقة في نفسه، ليكون قادرًا على العطاء.