- نواب البرلمان عن مخاطر التيك توك:
- هدد صحة المراهقين النفسية ويُفسد القيم الأسرية
- لا تهاون مع منصات تُهدد وعي الأجيال.. "تيك توك" في مرمى التشريع
- "تيك توك" يدفع الشباب نحو اضطرابات نفسية وسلوكية خطيرة
حذر عدد من أعضاء مجلس النواب من التأثيرات النفسية والاجتماعية المتفاقمة لتطبيق "تيك توك" على المراهقين والشباب، وذلك تعليقًا على ما كشفته وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي من دراسات وتقارير تؤكد خطورة التطبيق على الصحة النفسية والسلوكية للنشء.
وأكد النواب أن "تيك توك" لم يعد مجرد منصة ترفيهية، بل تحول إلى تهديد حقيقي للصحة النفسية والقيم المجتمعية، يُروّج لمعايير زائفة، ويغذي الإدمان الرقمي والعزلة والاكتئاب، ويقود بعض المستخدمين نحو اضطرابات خطيرة مثل اضطرابات الأكل، وفقدان التركيز، وحتى إيذاء النفس.
قال النائب علي الدسوقي، عضو مجلس النواب، إن تحذيرات الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي بشأن المخاطر النفسية لتطبيق "تيك توك" على المراهقين تستدعي تحركًا جادًا من مؤسسات الدولة كافة، وعلى رأسها البرلمان، مشيرًا إلى أن ما كشفته الوزيرة يُعد بمثابة ناقوس خطر اجتماعي ونفسي يهدد مستقبل الشباب المصري.
وأضاف الدسوقي في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن ظاهرة الإدمان الرقمي والسلوكي التي يسببها "تيك توك" باتت واقعة ملموسة، موضحًا أن التطبيق لم يعد مجرد منصة ترفيهية، بل تحول إلى آلة تدمير نفسي صامتة تستهدف عقول المراهقين وسلوكهم وهويتهم.
وأشار إلى أن التقرير الذي استعرضته وزيرة التضامن كشف عن أزمة متعددة الأبعاد: من اضطرابات النوم والتركيز، إلى مشاكل القلق والاكتئاب، وانتهاءً بالعزلة والانفصال عن الواقع الاجتماعي والأسري، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على الأمن المجتمعي والنفسي في آن واحد.
وأكد النائب أن خوارزميات تيك توك تسوّق لمعايير مزيفة عن النجاح والشهرة والجمال، مما يصنع فجوة حقيقية بين الواقع والخيال لدى الشباب، ويدفعهم إلى التقليد الأعمى لتحديات خطيرة أو سلوكيات منحرفة، لا سيما مع غياب رقابة الأسرة أو ضعف الوعي الرقمي.
وطالب الدسوقي بضرورة أن تقوم وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بدور أكثر فاعلية في مراقبة المحتوى الرقمي وضبطه، وضرورة إطلاق حملات توعوية وطنية بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ووسائل الإعلام.
كما شدد على أهمية دراسة تشريعات جديدة من شأنها تنظيم المحتوى الموجه للأطفال والمراهقين، والتعامل مع التطبيقات التي تهدد الصحة النفسية من منطلق الأمن القومي والاجتماعي.
واختتم النائب علي الدسوقي تصريحه بالتأكيد على أن "معركتنا الحقيقية اليوم ليست فقط مع الإرهاب أو الفقر، بل مع المحتوى المسموم الذي يتسلل يوميًا إلى عقول شبابنا بلا حسيب أو رقيب"، مشددًا على أن البرلمان لن يتأخر في تبني أي خطوات لحماية الجيل القادم.
وفي السياق ذاته، أكد النائب محمد بدراوي، عضو مجلس النواب، أن ما كشفته الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن حول التأثيرات النفسية الخطيرة لتطبيق "تيك توك" يعكس وجهًا مظلمًا لمنصات التواصل الاجتماعي التي تعمل بلا ضوابط أو مسؤولية تجاه المراهقين، مطالبًا بتحرك عاجل لوضع إطار قانوني يحقق التوازن بين حرية استخدام التكنولوجيا وواجب حماية النشء من الانهيار النفسي والسلوكي.
وأضاف بدراوي في تصريح لـ"صدى البلد، أن التطبيق بات يُشكّل مهددًا صامتًا لصحة الشباب النفسية، ومنصة يومية لتغذية مشاعر الإحباط والانعزال، والإدمان الرقمي، بما يؤثر على قدراتهم التعليمية وسلوكهم الاجتماعي وتفاعلهم الأسري.
وأوضح أن ما يعرضه "تيك توك" من محتوى سطحي، وتحديات عبثية، وصور نمطية غير واقعية، يُنتج بيئة خصبة لتراجع الثقة بالنفس، وتشوه الصورة الذاتية لدى المراهقين، لافتًا إلى أن ذلك قد يقود في بعض الحالات إلى اضطرابات نفسية حادة كالقلق، والاكتئاب، واضطرابات الأكل، وأحيانًا التفكير في إيذاء النفس.
وأشار النائب إلى أن لجنة الخطة والموازنة تتابع بقلق تأثيرات هذه التطبيقات من زاوية تكلفة الانهيار الاجتماعي والنفسي على ميزانية الدولة وخطط التنمية البشرية، مؤكدًا أن الوقاية من الانحرافات النفسية السلوكية هي جزء من الأمن القومي، ويجب أن يُنظر لها كأولوية في السياسات العامة.
وطالب بدراوي بإطلاق مبادرة تشريعية موسعة تنظم المحتوى الرقمي، وتضع آليات رقابية على المنصات الأجنبية، مؤكدًا أن بعض الدول سبقتنا في هذا الملف، ووضعت معايير واضحة لحماية أطفالها ومراهقيها من المنصات ذات التأثير النفسي السلبي.
واختتم النائب محمد بدراوي تصريحه قائلًا: "ما يحدث على تيك توك وأمثاله لا يمكن أن يُترك لعشوائية السوق، ولا بد من تدخل تشريعي متزن يحفظ حرية التعبير، دون التفريط في حماية الأجيال القادمة من التآكل النفسي والاجتماعي".
كما، قالت النائبة مرفت الكسان، عضو مجلس النواب، إن تحذير الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن من التأثيرات النفسية الخطيرة لتطبيق "تيك توك" يمثل دعوة صريحة للمجتمع والدولة لإعادة النظر في بيئة التواصل الرقمي التي يتعرض لها أبناؤنا دون حماية حقيقية.
وأضافت الكسان في تصريح خاص لـ"صدى البلد، أن خطورة "تيك توك" لم تعد مجرد قضية ترفيه زائد أو إهدار للوقت، بل بات التطبيق يمثل أداة لضرب المنظومة القيمية والتربوية في المجتمع المصري، من خلال ما يحتويه من محتوى موجه وغير منضبط، يصنع نماذج وهمية للنجاح والجمال والتأثير، ويدفع الشباب إلى المقارنة المحبطة وتبني سلوكيات مضطربة.
وأشارت إلى أن ما كشفته الوزيرة حول انتشار حالات الاكتئاب، وضعف التركيز، والعزلة الاجتماعية، واضطرابات الأكل بين المراهقين، يتطلب التعامل معه كأزمة وطنية، لا مجرد ظاهرة جانبية، لافتة إلى أن دور الدولة لم يعد يقتصر على التوعية فقط، بل يجب أن يمتد إلى سن تشريعات حازمة لضبط المحتوى الرقمي، وحماية الفئات العمرية الأكثر تأثرًا.
وأكدت الكسان أن لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب مطالبة بفتح ملف التأثير النفسي والاجتماعي للتطبيقات الإلكترونية، ودراسة إمكانية فرض قيود تنظيمية ورقابية، خاصة على المنصات التي تُمارس تأثيرًا مباشرًا على السلوك العام والذوق المجتمعي.
وشددت على أن المواجهة يجب أن تشمل أيضًا دعم الأسر بالمعرفة والوعي الرقمي، وتطوير أدوات التربية الإعلامية في المناهج التعليمية، حتى لا نترك أبناءنا عُرضة لمحتوى موجه ومسموم يملأ الفراغ القيمي والوجداني.
واختتمت النائبة مرفت الكسان تصريحها بالقول: "علينا أن نتحرك سريعًا قبل أن يتحول 'تيك توك' من تطبيق ترفيهي إلى أداة لهدم القيم والأخلاق وبناء جيل مشوش ومضطرب.. والتشريع هو خط الدفاع الأول".