أثارت رسامة المانغا اليابانية ريو تاتسوكي جدلاً واسعًا بعد تحقق نبوءتها المتعلقة بزلازل ضخمة في روسيا، حيث تم ربط هذه النبوءة بزلزال كامتشاتكا الذي وقع مؤخرًا.. فما القصة؟
في الآونة الأخيرة، أثارت زلازل كبيرة في منطقة المحيط الهادئ، مثل الزلزال الذي وقع في شرق روسيا وشدته 8.8 على مقياس ريختر، مخاوف من ظهور موجات تسونامي قد تؤثر على بلدان هذه المنطقة.
وبالفعل سُجِّل ارتفاع تسونامي يتراوح بين 3 و4 أمتار (10 إلى 13 قدماً) في كامتشاتكا، و60 سنتيمتراً (قدمين) في جزيرة هوكايدو شمال اليابان، ورُصد ارتفاع يصل إلى 1.4 قدم (أقل من 30 سنتيمتراً) فوق مستوى المد في جزر ألوشيان في ولاية ألاسكا الأميركية.
تاريخ النبوءات والموجات الزلزالية
في عام 1999، نشرت تاتسوكي عملاً بعنوان "المستقبل الذي رأيته"، والذي حذر فيه من وقوع كارثة كبرى في مارس 2011.
لقد تحقق هذا التنبؤ عندما ضرب زلزال مميت منطقة توهوكو الصينية، وأسفر عن نتائج كارثية، بما في ذلك تسجيل وفاة أو فقدان حوالي 22 ألف شخص. وإلى جانب ذلك، شكل زلزال 2011 نقطة تحول في الوعي العام حول مخاطر الزلازل في اليابان.
في النسخة الكاملة من عمل تاتسوكي التي صدرت في عام 2021، حذرت من وقوع زلزال كبير في يوليو 2025، مما زاد من شهرتها واهتمام الناس بعملها.
يعتقد بعض المعجبين بأن تاتسوكي تتمتع بقدرة خاصة على التنبؤ بالأحداث الكبرى، مما يضفي مزيدًا من الدعم لفكرتها في نظر جمهورها.
ماذا عن النبوءة الحديثة؟
بعد وقوع التسونامي نتيجة لزلزال روسيا الأخير، أصبحت النبوءات المرتبطة بتاتسوكي موضوعًا مثيرا للجدل. تم تداول مصطلح "نبوءة تاتسوكي" بشكل كبير، وحصل على أكثر من 1.1 مليون مشاهدة على منصة فيديو شهيرة.
وأصبحت المانغا التي تحمل تنبؤاتها، مرجعًا ثقافيًا في جميع أنحاء آسيا، مما دفع بعض الأشخاص، مثل السياح الصينيين، إلى إلغاء رحلاتهم إلى اليابان بدافع القلق.
بالرغم من الاهتمام الكبير الذي حققته نبوءات تاتسوكي، حذر العلماء من الانجراف وراء مثل هذه الفرضيات. العلماء والباحثون تطرقوا إلى ضرورة عدم تصديق كل ما يقال حول الزلازل، وأكدوا أن المخاطر الطبيعية تتطلب المعرفة العلمية والفهم الواعي بدلاً من الاعتماد على التخمينات والفنون.
الزلازل في اليابان
في اليابان، لا تزال آثار زلزال توهوكو واضحة ومؤثرة. حيث يعتاد الأطفال على تلقي التدريب على كيفية التعامل مع الزلازل منذ صغرهم.
تقوم الحكومة اليابانية أيضًا بجهود مستمرة لتوعية السكان حول المخاطر الزلزالية، وتصدر تحذيرات دورية بخصوص الزلازل المحتملة، مما يعكس أهمية التصدي لهذه المخاطر بشكل علمي.
التحديات الزلزالية تظل جزءًا مألوفًا من الحياة في اليابان، حيث تمتلك البلاد نظامًا قويًا للتأهب والاستجابة للزلازل، ويدرك المواطنون أهمية الاستعداد لمواجهة المخاطر.