لطالما كان من المفهوم أن قطع الأشجار في الغابات يؤدي إلى زيادة جريان المياه، ما يُفاقم الفيضانات، لكن دراسة جديدة وجدت أن قطع الأشجار يُمكن أن يُعيد تشكيل مستجمعات المياه بطرق مُفاجئة، مُؤدياً إلى زيادة كبيرة في الفيضانات في بعض الغابات، بينما يُؤثر بشكل طفيف على غابات أخرى.
تناولت الدراسة مستجمعَي مياه في جبال بلو ريدج بولاية كارولاينا الشمالية، قُطِعَت أشجارهما في أواخر خمسينيات القرن الماضي، أحدهما شمالي والآخر جنوبي.
وفي المستجمع الشمالي، الذي شهد ضوء شمس أقل واحتفظ برطوبة أكبر، تضاعفت وتيرة الفيضانات 18 مرة لأكثر من 40 عاماً بعد قطع الأشجار.
وكانت أشد الفيضانات ضراوةً أكبر من ضعف ما كانت عليه قبل قطع الأشجار، أما في المستجمع الجنوبي، فلم يكن للقطع أي تأثير يُذكر على الفيضانات.
قال يونس عليلة، الباحث الرئيسي في جامعة كولومبيا البريطانية: ”يُخالف هذا البحث الأفكار التقليدية، نأمل أن يُراعي قطاع الغابات وصانعو السياسات هذه النتائج، التي تُظهر أن أهمية إزالة الغابات لا تقتصر على حجمها فحسب، بل تشمل أيضاً مكانها وكيفية إزالتها وظروفها”.
ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في مجلة علم المياه، قد تساعد علماء الغابات في أماكن أخرى على تحديد المناطق الأكثر عرضة للفيضانات إذا تم قطع الأشجار فيها، وقد توضح كيف أدى فقدان الغابات إلى تفاقم الفيضانات الأخيرة.