أعلنت وزارة العدل الأمريكية، الأربعاء، عن اعتقال جندي من ولاية تكساس، في تطور مثير يعيد إلى الواجهة هواجس الأمن القومي الأمريكي، بتهمة محاولة تسريب معلومات سرية تتعلق بدبابة "أبرامز إم1"، إلى جهة يُعتقد أنها مرتبطة بالحكومة الروسية.
المتهم، ويُدعى تايلور لي، يبلغ من العمر 22 عامًا، ويُشتبه بأنه حاول تسليم بيانات فنية حساسة، تتعلق بقدرات دبابة "أبرامز" ونقاط ضعفها، إضافة إلى معلومات عسكرية عن معدات مدرعة أمريكية وعمليات قتالية. الهدف، وفقًا للادعاء، لم يكن سوى الحصول على الجنسية الروسية.
وصرّح جون أيزنبرغ، مساعد المدعي العام لشؤون الأمن القومي، بأن "لي قد سعى عمدًا لتزويد خصم أجنبي بمعلومات تمس جوهر الدفاع الوطني الأمريكي"، مؤكدًا أن السلطات تعتبر ما قام به محاولة خيانة مكتملة الأركان، ولو أنها أُحبطت قبل تنفيذها.
التحقيقات تشير إلى أن تايلور بدأ منذ مايو 2025 في البحث عبر الإنترنت عن سبل لتسريب معلومات عسكرية سرية، واستمر في نهجه إلى أن رتب لقاءً، في يوليو الماضي، مع شخص ظنّ أنه يعمل لصالح المخابرات الروسية.
وخلال اللقاء، سلّمه بطاقة ذاكرة رقمية (SD) تحتوي على ملفات متعمقة عن أداء دبابة أبرامز، آلياتها، أنظمتها الدفاعية، وبعض المعدات الإضافية التي تُستخدم في ميادين القتال.
وبحسب وثائق المحكمة، فإن الجندي لم يكتف بتسريب البيانات، بل حاول في وقت لاحق تسليم قطعة حقيقية من المعدات العسكرية إلى ذات الشخص، خلال لقاء جرى داخل مستودع في مدينة إل باسو بولاية تكساس. لحظتها، داهمت قوة أمنية المكان وتم اعتقاله متلبسًا.
الملف انتقل الآن إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، الذي يدير التحقيق بالشراكة مع قيادة مكافحة التجسس في الجيش الأمريكي. وتشير التقييمات الأولية إلى أن المتهم استغل منصبه العسكري ووصوله لمعلومات بالغة الحساسية دون أن يثير الشكوك، ما يُثير تساؤلات حول الثغرات داخل أنظمة الحماية والاستخبارات العسكرية.
تأتي هذه القضية في وقت حساس للغاية، خصوصًا بعد الخسائر التي مُنيت بها دبابات "أبرامز" في ساحة المعركة الأوكرانية، ما يجعل أي كشف لمواطن الضعف فيها كنزًا استخباراتيًا لخصوم واشنطن.
بين الخيانة والاندفاع الأحمق، تترقب الأوساط العسكرية والأمنية مسار المحاكمة، فيما يلوّح القضاء بعقوبات قد تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام في حال الإدانة بتهمة التآمر لتمرير أسرار دفاعية إلى قوة أجنبية معادية.