قال الدكتور ماهر النمورة، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، إن اجتماع المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الإسرائيلي المعروف بـ«الكابينت»، استمر لما يقرب من 12 ساعة متواصلة، وهو الأطول منذ بدء الحرب على الشعب الفلسطيني، مضيفا أن النقاش خلال الاجتماع كان شديدًا وتركز حول جدوى اقتحام واحتلال كامل قطاع غزة، حيث كان هناك انقسام واضح في الآراء بين مؤيد ومعارض.
وأكد النمورة، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن رئيس الأركان الإسرائيلي أعرب عن معارضته الشديدة لهذه الخطة، معتبرًا أنها فاشلة وستؤدي إلى خسائر كبيرة، خاصة على صعيد الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين، كما سترهق جهود الجيش الإسرائيلي في إدارة العمليات العسكرية.
من جهة أخرى، أصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفاؤه السياسيون وعلى رأسهم وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، على تنفيذ هذه الخطة رغم التحذيرات، وتمكنوا من فرض الأمر الواقع في الاجتماع.
وأوضح «النمورة» أن هذه الخطة تعني تدميرًا واسعًا في قطاع غزة، خصوصًا في مدينة غزة التي يقطنها أكثر من مليون لاجئ فلسطيني نازح يعيشون في ظروف مأساوية داخل الخيام وفي المناطق المدمرة على أطراف المدينة.
وأشار إلى أن تنفيذ هذه الخطة العسكرية ستكون الأكبر والأكثر عنفًا منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023، وستؤدي إلى مجازر كبيرة بحق المدنيين، ولن تقتصر الأضرار على البنية التحتية فحسب، بل ستطال الأرواح بشكل واسع، خصوصًا في ظل كثافة السكان والنازحين داخل القطاع.
وأكد «النمورة» أن ما يحدث من إجراءات وتخطيط إسرائيلي يمثل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن هذه العملية العسكرية ستدمر الأمل في تحقيق السلام وستزيد من معاناة الفلسطينيين، وأضاف أن استمرار هذه الخطة قد يؤدي إلى تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة على المستوى الإقليمي والدولي، وستزيد من الاحتقان وتغذي موجات العنف والصراع.