قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قمة ألاسكا| مواجهة أمريكية روسية على حافة إعادة رسم خريطة العالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في أجواء مشحونة بالتوتر الجيوسياسي، تنعقد قمة ألاسكا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في حدث وصفه اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، بأنه واحد من أكثر اللقاءات حساسية وتأثيرًا في المشهد الدولي الراهن. توقيت القمة ومكانها، ورسائلها المباشرة وغير المباشرة، كلها عوامل تجعل من هذا اللقاء محطة فارقة في رسم ملامح العلاقات بين القوتين العظميين.

رمزية المكان وأبعاد التوقيت
يشير السيد إلى أن اختيار قاعدة جوية تعود إلى حقبة الحرب الباردة كمسرح لهذا اللقاء، ليس صدفة، بل يحمل دلالات واضحة على عودة أجواء المنافسة الاستراتيجية بين واشنطن وموسكو. ومع ذلك، فإن هذه القمة تمثل أيضًا فرصة نادرة للحوار المباشر بعد فترة جمود وعزلة دبلوماسية منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

ترامب… صانع الصفقات أم رهين التعقيدات؟
استراتيجيًا، يسعى ترامب إلى الظهور بمظهر "صانع الصفقات" القادر على حل الملفات المعقدة، وعلى رأسها الحرب في أوكرانيا. ورغم وعوده السابقة بإنهاء الصراع في غضون 24 ساعة، إلا أن اعترافه مؤخرًا بصعوبة الوضع يعكس إدراكه لتعقيدات الملف الأوكراني وتشابك مصالح الأطراف المتصارعة.

بوتين وعرض اللحظة الأخيرة
من الجانب الروسي، يدخل بوتين القمة وهو يحمل عرضًا أخيرًا لاتفاق نووي محتمل، خطوة قد تعيد صياغة معادلة الردع بين القوتين. ومع ذلك، يرى السيد أن هذا العرض ليس مجرد مبادرة سلام، بل ورقة ضغط قوية تهدف إلى انتزاع تنازلات أمريكية في الملف الأوكراني.

قلق أوروبي وأوكراني مشروع
ويحذر السيد من أن غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن هذه القمة يزيد من مخاوف كييف والعواصم الأوروبية. فهناك خشية من أن يفضي اللقاء إلى تسوية سريعة قد تُفسر على أنها تخلي واشنطن عن التزاماتها تجاه أوكرانيا، أو على الأقل تقليص حجم هذا الدعم.


يرى اللواء نبيل السيد، أن قمة ألاسكا ليست مجرد اجتماع ثنائي، بل مباراة شطرنج سياسية كبرى قد تعيد ترتيب التحالفات وتحدد مسار النظام الدولي في السنوات المقبلة. والأنظار تتجه نحو ترامب ليرى العالم إن كان سيسلك طريق الضغط المستمر على موسكو، أم يفتح الباب أمام صفقة كبرى تنهي صراعًا استنزف الجميع.