قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عبد العاطي يقود دبلوماسية نشطة.. دعم لفلسطين.. تعاون مع أنقرة.. وتحضير لقمة أوروبية

وزير الخارجية والهجرة
وزير الخارجية والهجرة

نشاط الدبلوماسية المصرية .. شراكات متجددة .. دعم للقضية الفلسطينية – دبلوماسية متوازنة: 

  • القاهرة وأنقرة: تعاون سياسي واقتصادي في ذكرى مئوية العلاقات
  • مجموعة الحكماء تشيد بالدور المصري في دعم السلم الإقليمي
  • مشاورات مصرية – إيفوارية لتعزيز التعاون الإفريقي المشترك
     

شهد الأسبوع الماضي نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا لوزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبد العاطي، حيث تنوعت لقاءاته واتصالاته بين تعزيز العلاقات الثنائية

وشهدت انشطة الوزير مباحثات واتصالات ومناقشة الأوضاع الإقليمية الملتهبة، خصوصًا في قطاع غزة وليبيا، فضلًا عن التحضير لمحطات جديدة في علاقات مصر مع شركائها الأوروبيين والدوليين.

القاهرة وأنقرة: شراكة تتجدد

في التاسع من أغسطس استقبل وزير الخارجية نظيره التركي هاكان فيدان، في لقاء عكس حرص البلدين على دفع العلاقات إلى آفاق أرحب. 

وتناول اللقاء التعاون السياسي والاقتصادي، مع تأكيد الطرفين على رفع حجم التبادل التجاري ليصل إلى 15 مليار دولار. 

كما شددا على أهمية استمرار التشاور بشأن الملفات الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا، في ضوء ما تمثله العلاقات المصرية–التركية من ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، خاصة مع اقتراب الاحتفال بالذكرى المئوية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وأنقرة.

مؤتمر البعثات الدبلوماسية

وفي العاشر من أغسطس، افتتح الدكتور عبد العاطي المؤتمر السنوي لرؤساء البعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج، مؤكدًا أن المؤتمر يمثل منصة مهمة لتقييم مسار السياسة الخارجية المصرية ورسم توجهاتها المستقبلية. 

وشدد الوزير على ضرورة تعزيز الدور الاقتصادي للدبلوماسية المصرية، ودعم جهود الترويج للاستثمار، وتطوير الخدمات القنصلية المقدمة للمصريين بالخارج، فضلًا عن ترسيخ مبادئ الشفافية والكفاءة في الأداء الدبلوماسي.

اتصالات وتحركات مكثفة

وفي الثالث عشر من أغسطس، أجرى الوزير سلسلة من الاتصالات مع نظرائه في عدد من الدول، من بينها السعودية وجنوب أفريقيا

وتناولت سبل تنسيق المواقف بشأن الأزمة الفلسطينية، وضرورة تضافر الجهود الدولية لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وضمان إيصال المساعدات بشكل آمن ومستدام.

قادة مجموعة الحكماء Elders 

التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بعدد من قادة مجموعة الحكماء (The Elders)، وذلك في إطار حرص مصر على تعزيز الحوار مع الشخصيات الدولية البارزة الداعمة لقضايا السلم والأمن العالمي.

وخلال اللقاء، استعرض الوزير عبد العاطي ثوابت الموقف المصري تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن مصر تنطلق في سياستها الخارجية من مبادئ راسخة تقوم على الاحترام المتبادل، عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل النزاعات عبر الحوار والطرق السلمية.

 وأوضح أن القاهرة ستواصل جهودها الحثيثة لاحتواء الأزمات، وفي مقدمتها الأزمة الفلسطينية، حيث تركز التحركات المصرية على التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة، وضمان التدفق العاجل للمساعدات الإنسانية، والدفع نحو مسار سياسي جاد يفضي إلى تسوية عادلة وشاملة.

كما ناقش الوزير مع قادة مجموعة الحكماء الوضع في ليبيا والسودان، مؤكدًا أهمية دعم وحدة وسلامة أراضي الدولتين، وتشجيع الحلول الإفريقية للأزمات الإفريقية، مع مواصلة دعم جهود الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في هذا السياق.

من جانبهم، أعرب أعضاء مجموعة الحكماء عن تقديرهم البالغ للدور المصري المحوري في المنطقة، سواء من خلال جهود الوساطة في النزاعات أو من خلال المبادرات الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي. وأكدوا دعمهم للتحركات المصرية الرامية إلى تعزيز السلام، مشيرين إلى أن خبرات مصر التاريخية والدبلوماسية تجعلها طرفًا رئيسيًا في أي مسعى لحل النزاعات.

واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية استمرار التواصل والتنسيق بين الجانبين، بما يسهم في تعزيز السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.

مشاورات سياسية بين مصر وكوت ديفوار 

استضافت القاهرة أعمال الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين مصر وكوت ديفوار، بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى من وزارتي الخارجية في البلدين، وذلك في إطار الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الثنائية وتنسيق المواقف إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وخلال الاجتماعات، استعرض الجانبان أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما التجارة والاستثمار والبنية التحتية والتعليم والصحة. وتم الاتفاق على أهمية تفعيل الآليات المؤسسية المشتركة بما يسهم في دعم المصالح المتبادلة، واستكشاف فرص جديدة للشراكة الاقتصادية، خصوصًا في ضوء ما تشهده مصر وكوت ديفوار من برامج تنموية طموحة.

كما ناقش الطرفان تعزيز التعاون في مجالات التدريب وبناء القدرات والدبلوماسية الثقافية، بما يعكس عمق العلاقات التاريخية التي تجمع مصر بالقارة الإفريقية. وأشاد الوفد الإيفواري بالدور المصري الريادي في دعم القضايا الإفريقية داخل المحافل الدولية، وبجهود القاهرة في تعزيز مسارات السلم والتنمية المستدامة في القارة.

وعلى الصعيد الإقليمي، تناولت المشاورات التطورات الجارية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، إلى جانب الأوضاع في ليبيا والسودان، حيث أكد الجانبان على أهمية احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ودعم الحلول السياسية التي تضمن الاستقرار وتحقق تطلعات الشعوب.

واختُتمت الاجتماعات بالتأكيد على استمرار التشاور بين البلدين بشكل دوري، بما يعزز التنسيق والتضامن الإفريقي المشترك، ويعكس عمق الروابط التي تجمع بين مصر وكوت ديفوار كدولتين شقيقتين تسعيان لتحقيق الأمن والتنمية في القارة.

مصر وألمانيا: رفض للاستيطان ودعم لغزة

أما في الخامس عشر من أغسطس، فقد أجرى الوزير اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الألماني يوهان واديفول، استعرض خلاله الجهود المصرية الحثيثة للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن الأسرى والرهائن، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود. 

وأكد عبد العاطي أن ما يُعرف بخطط "إسرائيل الكبرى" يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار في المنطقة، محذرًا من استمرار السياسات الاستيطانية التي تقوض أي فرصة للتسوية العادلة.

كما ثمّن الوزير قرار ألمانيا تعليق صادرات بعض الأسلحة التي قد تُستخدم في العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين.

آفاق جديدة مع الاتحاد الأوروبي

وفي اليوم ذاته، أعرب عبد العاطي عن تطلعه لعقد أول قمة بين مصر والاتحاد الأوروبي خلال العام الجاري، معتبرًا أن القمة ستشكل نقلة نوعية في التعاون الاستراتيجي بين الجانبين، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، بما يعكس مكانة مصر كشريك أساسي للاتحاد في قضايا المتوسط وإفريقيا والشرق الأوسط.

دبلوماسية متوازنة

يعكس نشاط الوزير خلال هذا الأسبوع منهجية مصر في إدارة علاقاتها الخارجية على أساس التوازن والانفتاح وتعدد الشركاء. 

فمن ناحية، جرى تعزيز التعاون مع تركيا كقوة إقليمية صاعدة

ومن ناحية أخرى، وُضعت أسس جديدة لتوطيد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، في وقت بقيت فيه القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات، جنبًا إلى جنب مع ملفات ليبيا والتنمية الإقليمية.

يمكن القول إن أسبوع وزير الخارجية والهجرة شهد زخمًا استثنائيًا، جمع بين التحرك على المسارات الثنائية، وتعميق الشراكات الاستراتيجية، والانخراط الفعّال في القضايا الإقليمية الملتهبة، وهو ما يؤكد أن الدبلوماسية المصرية بقيادة الدكتور بدر عبد العاطي تعمل بخطى ثابتة لتعزيز مكانة مصر كفاعل رئيسي في محيطها العربي والإقليمي والدولي.