اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى إلى تحقيق السلام في أوكرانيا، بل يهدف إلى إجبار كييف على الاستسلام لشروطه، مؤكدًا أن موقف موسكو يتعارض مع أسس القانون الدولي.
وقال ماكرون، عقب اجتماع عبر الفيديو مع ما يُعرف بـ"تحالف الراغبين" الداعم لكييف: "هل أعتقد أن الرئيس بوتين يريد السلام؟ إذا أردتم قناعتي الراسخة، فالجواب هو لا. إنه يريد استسلام أوكرانيا، وهذا ما اقترحه"، مضيفًا أنه في المقابل يسعى إلى "سلام متين ودائم، يقوم على احترام القانون الدولي، وسيادة الدول وسلامة أراضيها".
في المقابل، رأى ماكرون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يسعى إلى السلام" بين روسيا وأوكرانيا، لكنه أعرب عن حذره تجاه بعض مقترحاته، خصوصًا تلك المتعلقة بمنح أوكرانيا ضمانات أمنية تشبه المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو) من دون أن تصبح عضوًا كاملًا في الحلف. وقال الرئيس الفرنسي: "الطرح النظري لا يكفي، فالمسألة الجوهرية هي في مضمون هذه الضمانات ومدى فاعليتها"، مشددًا على أن أي اتفاق لا بد أن يكون قابلاً للتنفيذ وذا مصداقية.
ويأتي هذا الموقف عشية اجتماع مرتقب في واشنطن يجمع ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بمشاركة عدد من القادة الأوروبيين، حيث تهدف باريس، بحسب ماكرون، إلى "تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين، وطرح سؤال مباشر على واشنطن حول مدى استعدادها للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا في أي اتفاق سلام محتمل".
تأتي تصريحات ماكرون في ظل استمرار المعارك الميدانية في شرق أوكرانيا، حيث يواصل الجيش الروسي هجماته المكثفة على محاور دونيتسك وخاركيف، في حين تعتمد كييف على الدعم الغربي لصد الهجوم. ويخشى الأوروبيون أن أي تسوية غير واضحة المعالم قد تمنح موسكو فرصة لإعادة ترتيب صفوفها وشن هجوم جديد مستقبلاً، وهو ما يجعل ملف الضمانات الأمنية حجر الزاوية في أي محادثات مقبلة.
كما يعكس موقف ماكرون سعي باريس للعب دور الوسيط بين ضغوط واشنطن ورغبات العواصم الأوروبية في التوصل إلى تسوية تضمن الاستقرار على حدود الاتحاد الأوروبي. غير أن الانقسام الغربي حول آلية "الضمانات الأمنية" يثير تساؤلات حول قدرة الأطراف على صياغة اتفاق يُرضي أوكرانيا ويُقيّد روسيا في الوقت نفسه، خصوصًا في ظل تقاطع المصالح الأمريكية والأوروبية وتباين استراتيجياتهما تجاه الحرب.