مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام، يتساءل المسلمون عن حكم صيام هذا اليوم، وهل يُعد من العبادات المشروعة أم لا.
وفي هذا السياق أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن صيام يوم مولد النبي ﷺ جائز وعبادة مشروعة، بل ويُعتبر من الأعمال الصالحة التي توافق هدي النبي الكريم، حيث كان ﷺ يخص يوم الاثنين بالصيام وهو اليوم الذي وُلد فيه.
وأكدت دار الإفتاء أن المولد النبوي مناسبة عظيمة تستحق أن يُستقبل بها المسلمون بفرحة وسرور، مع إظهار أسمى معاني الشكر لله تعالى على نعمة بعثة النبي ﷺ ورسالته، مشيرة إلى أن الاحتفال بهذه الذكرى المباركة من القربات العظيمة، ويُعد من أعظم صور التعبير عن المحبة للنبي، والتي هي من أصول الإيمان، كما ورد في الحديث الشريف: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
كما أوضحت الفتوى أن الصيام في ذكرى المولد يُعد صورة من صور شكر الله تعالى، استنادًا إلى ما جاء عن النبي ﷺ في فضل الصيام عمومًا، حيث قال: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
واستشهدت دار الإفتاء بما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي ﷺ لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء شكرًا لله على نجاة موسى عليه السلام وقومه، فقال: «نحن أحق وأولى بموسى منكم»، فصامه وأمر بصيامه، وهو ما يوضح أن الصيام في المناسبات الدينية الكبرى صورة من صور الشكر لله تعالى على نعمه.
وبذلك خلصت الفتوى إلى أن صيام يوم المولد النبوي الشريف عبادة حسنة، تدخل في باب القربات، وتجمع بين شكر الله على نعمة ميلاد الرسول ﷺ وبين الاقتداء بسنته في الصيام.