خيب مؤتمر "Made by Google" الذي انعقد هذا الأسبوع آمال البعض، حيث بدت الترقيات في سلسلة هواتف Pixel 10 للوهلة الأولى باهتة ومحدودة.
فبعد النجاح الكبير الذي حققته سلسلة Pixel 9 ورفعت حصة جوجل السوقية في أمريكا الشمالية إلى 12.4%، كانت التوقعات مرتفعة. لكن بعد نظرة أعمق، يتضح أن جوجل لم تكن تركز على ما اعتدنا عليه، بل كانت تضع حجر الأساس لمعركة المستقبل.
يكمن سر عائلة Pixel 10 الحقيقي، والميزة التي قد تمنحها القدرة على تحدي آبل وسامسونج في السنوات القادمة، ليس في الكاميرات الجديدة أو إكسسوارات PixelSnap، بل في قلب الجهاز النابض شريحة Tensor G5 الجديدة.
لماذا لم تعد مقاييس الأداء التقليدية كافية؟
عند الحديث عن أداء الهواتف الذكية، تتبادر إلى الذهن فورًا اختبارات مثل Geekbench وAnTuTu.
لكن الحقيقة هي أن هذه الأرقام، خاصةً المتعلقة بوحدة المعالجة المركزية (CPU) والرسوميات (GPU)، لم تعد تعكس التجربة الواقعية بشكل دقيق لعدة أسباب:
التطبيقات لا تستغل كامل القوة: يحرص مطورو التطبيقات على جعل منتجاتهم تعمل على أكبر عدد ممكن من الأجهزة، ما يعني أن معظم التطبيقات لا تستغل القوة الكاملة للهواتف الرائدة.
الدعم البرمجي الطويل: التزام جوجل وسامسونج وآبل بتقديم تحديثات لسنوات طويلة يجبرهم على التأكد من أن البرامج تعمل بسلاسة على الأجهزة القديمة. لهذا السبب، لا نشعر أن هاتفًا عمره عامان أبطأ بمرتين من أحدث طراز، رغم أن أرقام اختباراته قد تكون أقل بنسبة 50%.
الحقيقة هي أن الهواتف الذكية أصبحت بالفعل سريعة بما يكفي للمهام اليومية. المعركة الحقيقية انتقلت إلى ساحة جديدة تمامًا.
الذكاء الاصطناعي ووحدة معالجة Tensor
مع ظهور النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) مثل Gemini، نشأت حاجة لنوع مختلف تمامًا من القوة الحاسوبية. هذه النماذج تتطلب قدرات هائلة لا تستطيع وحدات المعالجة التقليدية توفيرها بكفاءة. لهذا السبب، بدأت جوجل بتطوير شرائح سيليكون متخصصة لهذه المهام، وأطلقت عليها اسم TPU (وحدة معالجة Tensor).
كانت هذه الوحدات هي العمود الفقري لمراكز بيانات جوجل لسنوات، وهي تتفوق على المعالجات التقليدية في مهام الذكاء الاصطناعي بآلاف المرات. والآن، قامت جوجل بدمج خلاصة خبرتها وسحر هذه التقنية داخل شريحة Tensor G5 في هواتف Pixel 10.
الميزة الخفية التي تتفوق بها جوجل
لا تقتصر قوة Tensor G5 على أداء مهام الذكاء الاصطناعي على الجهاز نفسه، بل في قدرتها على التواصل بكفاءة لا مثيل لها مع "أشقائها الأكبر" في مراكز بيانات جوجل، لأنها تشترك معها في نفس الخوارزميات والتعليمات البرمجية.
ورغم أن مقاييس الأداء لا تهم، إلا أن هذا المقياس مختلف. فبينما قد لا تشعر بفرق كبير في سرعة فتح التطبيقات، فإن زيادة أداء وحدة TPU بنسبة 60% ستكون محسوسة جدًا في الميزات الجديدة التي تعمل بنموذج Gemini Nano على الجهاز مباشرة، مثل Magic Cue والترجمة الصوتية الفورية وPixel Journal.
صحيح أن شرائح سنابدراجون وآبل تمتلك وحدات معالجة عصبية (NPU) خاصة بها، لكن هناك فرقًا دقيقًا قد يصب في صالح جوجل على المدى الطويل.
فمع تحول Gemini ليصبح النموذج اللغوي السائد على معظم هواتف أندرويد، وحتى استعانة آبل به عبر ChatGPT، ستكون هواتف Pixel هي الوحيدة القادرة على تشغيله بأقصى كفاءة ممكنة بفضل شريحة Tensor المصممة خصيصًا له.
قد تكون هناك الكثير من "الاحتمالات" في هذا التحليل، لكن المؤشرات واضحة. لقد وضعت جوجل رهانها على الرقم الصحيح (الذكاء الاصطناعي)، ويبدو أنها تستعد لجني الثمار في المستقبل القريب، تاركة المنافسين يتسابقون للحاق بها في ساحة المعركة الجديدة.