كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، منشورا جديدا، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه: إن سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه كان يقول -كما أورد صاحب «الإحياء»-: "مَنْ ذاق مِنْ خالص محبة الله تعالى شغله ذلك عن طلب الدنيا، وأوحشه عن جميع البشر".
الأنس بالله
وأشار إلى ان هذه هى درجة الأُنس بالله. فقد تناول المحبة؛ محبة الله، فدخلت في قلبه وتخللت في كيانه، فحصل له أنسٌ بالله، وهذه لذة كبيرة جدًا.
وتابع: ولذلك كان الحسن البصري رحمه الله يقول: «من عرف ربه أحبه، ومن عرف الدنيا زهد فيها».
وأضاف : إذا عرفت أن الدنيا إلى فناء، وإنها مليئة بالمشاغل والشواغل، والكدورات والمصائب، والتعب والجهد؛ زهدت فيها. لكن إذا عرفت ربك بأنه الباقي، الكريم ، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط.... أحببته.
ولفت على أن الذي يعرف حقيقة الإله، وأنه متصف بهذه الصفات العُلا، لا يملك إلا أن يحبه.
وتابع: يقول هرم بن حيان: « المؤمن إذا عرف ربه عز وجل أحبه، وإذا أحبه أقبل إليه، وإذا وجد حلاوة الإقبال إليه لم ينظر إلى الدنيا بعين الشهوة، ولم ينظر إلى الآخرة بعين الفترة (أي الفتور والتراخي) ، وهي تحسره في الدنيا وتروحه في الآخرة ».
وأردف قائلا: إذن، على الإنسان أن ينظر إلى الحقيقة فيعرف الدنيا فيزهد فيها، ويعمرها في نفس الوقت، لأن الله أمره بذلك، ويزكي النفس، وينظر إلى الآخرة، راجيًا كرم الله فيها وستره وغفرانه .