قال الإعلامي والكاتب الصحفي عادل حمودة إن قليلين يعرفون اسم موريس بورجيس مانوري، رئيس وزراء فرنسا في الفترة ما بين يوليو ونوفمبر عام 1957، والذي ارتكب جريمة تزوير في أوراق رسمية لصالح إسرائيل.
وأوضح حمودة ، خلال برنامجه " واجه الحقيقة"، الذي يعرض على شاشة القاهرة الإخبارية ، أن مانوري، الذي شغل مناصب عدة منها رئاسة بلدية ووزارة الداخلية قبل أن يصل إلى رئاسة الوزراء، لم يبقَ في منصبه سوى أربعة أشهر فقط، لكنه في هذه المدة القصيرة قدّم خدمة العمر لإسرائيل، بعدما ساعدها في الحصول على اليورانيوم الذي استُخدم لاحقاً في مشروع القنبلة النووية الإسرائيلية.
وأضاف حمودة أن شيمون بيريز، الذي كان مسؤولاً عن الملف النووي الإسرائيلي، تحايل على الحظر الأوروبي المفروض على بيع اليورانيوم، باقتراح تأجيره ثم إعادته بعد الاستخدام، وقد نجح في إقناع مانوري بالفكرة.
وذكر أن المفاجأة جاءت عندما استقال مانوري بعد جلسة عاصفة في البرلمان الفرنسي في 6 نوفمبر 1957، ما كان سيعطل تمرير الاتفاق، إلا أن بيريز طلب منه توقيع قرار الإيجار بتاريخ سابق على استقالته، وهو ما فعله بالفعل، في خطوة وُصفت بأنها تزوير رسمي يخدم إسرائيل.
وأكد حمودة أن بيريز نفسه كشف هذه الواقعة لاحقاً في فيلم تسجيلي عن حياته عُرض على منصة نتفليكس، ما يكشف درساً مهماً وهو أنه "لا يوجد مسؤول إسرائيلي يمكن أن يؤتمن على سر".
وأشار إلى أن قرار إسرائيل بالسير نحو تصنيع القنبلة النووية اتُّخذ منذ عام 1955 بقرار من ديفيد بن غوريون، الذي اعتقد أن العرب لن يقبلوا بالتفاوض أو التسليم بوجود إسرائيل إلا إذا امتلكت تفوقاً استراتيجياً، وهو ما عُرف وقتها بمشروع "الخيار شمشون".