أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن المريض النفسي أو مريض الوسواس القهري غير مسؤول شرعاً ولا دينياً عن الأفكار السلبية أو الوساوس القهرية التي تهاجمه بغير إرادته، حتى وإن تعلقت بالذات الإلهية أو الأنبياء أو الكتب السماوية.
«لا يُكَلِّفُ اللهُ نفسًا إلا وُسعَها»
وأوضح «المهدي»، في تصريح له، أن هذه الأفكار المؤلمة تُصيب المريض رغماً عنه، وهو ما يجعلها خارجة عن نطاق التكليف، مستشهداً بقول الله تعالى: «لا يُكَلِّفُ اللهُ نفسًا إلا وُسعَها»، وبالحديث الشريف: «إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به» (متفق عليه.
وأشار الدكتور المهدي إلى أن الأحاديث النبوية نفسها أكدت أن هذه الوساوس علامة على وجود إيمان صادق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الذين اشتكوا من مثل هذه الأفكار: "ذاك صريح الإيمان"، و"تلك محض الإيمان".
المدارس الفقهية والعلمية
كما أوضح أن العلماء من مختلف المدارس الفقهية والعلمية، داخل مصر وخارجها، متفقون على أن المصاب بالوسواس القهري لا يُؤاخذ على هذه الأفكار، لأنها ترد على ذهنه قهراً ودون اختيار.
وأضاف أن ما يتوهمه بعض المرضى من أنهم نطقوا بما يجول في خواطرهم أو أنهم تمتموا به، لا يغير من الحكم شيئاً، لأن ذلك مجرد إيحاءات وأعراض مرضية لا تقع تحت المسؤولية الشرعية.
وأكد أن هذه الحالة رحمة من الله بعباده، ودليل على أن الدين راعى الضعف الإنساني، فلا يُكلف المرء بما لا يطيق، موجهاً رسالة طمأنة للمرضى قائلاً: "لا تحتاج إلى إعادة وضوء أو تجديد إيمانك، فالأمر منتهٍ عند هذا الحد".