قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكم قراءة قصيدة "البردة" وهل تتضمن ألفاظ شركية؟.. الإفتاء تجيب

حكم قراءة قصيدة "البردة" وهل تتضمن أمورا شركية؟
حكم قراءة قصيدة "البردة" وهل تتضمن أمورا شركية؟

  تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم قراءة قصيدة "البردة"؟ حيث إن بعض الناس يدَّعي أنها بدعة، وأنها تتضمن أمورًا شركية تُخِلُّ بالعقيدة الإسلامية؟

وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: إن مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم سُنَّةٌ نبوية شريفة ينبغي على المسلمين إحياؤها في هذا العصر، وهي مِن أعظم القربات التي يُتَوَسَّلُ بها إلى رب البَرِيّات، وقصيدةُ البردة الشريفة هي من أفضل ما مُدِح به رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، ووصفها بالقصيدة الشركية أو بأن فيها شركًا أو كفرًا هو طعن على السواد الأعظم من علماء الأمة واتهام لهم بالشرك والكفر، ودعوة لهدم التراث الإسلامي وحضارته، وناهيك بذلك خروجًا عن سبيل المؤمنين ومحادَّةً لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إِذَا لَعَنَ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا فَمَنْ كَتَمَ حَدِيثًا فَقَدْ كَتَمَ مَا أَنْزَلَ اللهُ» رواه ابن ماجه.

ولفتت الى أن هذه القصيدة الشريفة هي من أكثر ما يُثَبِّتُ حب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في القلوب، واعتيادُكَ لقراءتها باب عظيم من أبواب فتح الله تعالى عليك؛ فلا تلتفت إلى مَن يَصُدُّكَ عن قراءتها، والله تعالى خَصيمُ مَن يتهم أولياءه وعباده الصالحين وعلماء الأمة المتقين سلفًا وخلفًا بالوقوع في الشرك والبدعة

كيف تصل إلى حب النبي

قال الدكتور عبد اللطيف سليمان، من علماء الأزهر الشريف، إنه للوصول إلى الحب الحقيقي للنبي (صلى الله عليه وسلم)، يجب على المسلم دراسة خمسة علوم أساسية.

وأوضح “سليمان”، في إجابته عن سؤال: “كيف تصل إلى حب النبي (صلى الله عليه وسلم؟”، أن هذا الحب لا يتحقق من خلال قراءة خمسة كتب فحسب، بل يتطلب فهمًا عميقًا وشاملاً لهذه العلوم، منوهًا إلى أن العلوم الخمسة التي يجب دراستها هي: علم الشمائل، وعلم الخصائص، وعلم الفضائل، وعلم الدلائل، وسيرة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، مشيرًا إلى أنه إذا أراد المرء أن يفهم الحب الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم، فعليه أن يدرس هذه العلوم بتعمق، لأنها تقدم رؤية شاملة وشاملة لشخصية النبي وسيرته العطرة.

وأضاف أن الشخص الذي يجد صعوبة في دراسة هذه العلوم بشكل مباشر يمكنه أن يلجأ إلى الاستماع لأهل العلم، وإذا لم يستطع الشخص دراسة هذه العلوم بنفسه، فالأفضل أن يجلس عند أقدام أهل العلم، ويستمع إليهم، ويستفيد من علمهم وخبراتهم.

ولفت إلى أن الاستماع إلى العلماء والتعلم منهم يعتبر من الوسائل المهمة للتعرف على جوانب متعددة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة في المناسبات السعيدة والمباركة.

محبة النبي محمد

ورد أن محبة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- فرض لازم على كل مسلم حباً صادقاً مخلصاً؛ لأن الله -تبارك وتعالى- قال:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة على إلزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها، واستحقاقه لها-صلى الله عليه وسلم-، فعن أنس -رضي الله عنه-قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين))، فالرسول- صلى الله عليه وسلم- يستحق المحبة العظيمة بعد محبة الله -عزوجل-كيف لا وهو من أرانا الله به طريق الخير من طريق الشر، كيف لا وهو من عرفنا بالله –عزوجل-، كيف لا وهو من بسببه اهتدينا إلى الإسلام، أفيكون أحد أعظم محبة بعد الله منه؟!!.

وجاء عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: "لأنت أحبَّ إلي من كل شيء إلا من نفسي التي بين جنبي" فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- : ((لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه)). فقال عمر: " والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحب إلي من نفس التي بين جنبي". فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم-: ((الآن يا عمر)), فحب النبي - صلى الله عليه وسلم- يجب أن يكون أعظم حب بعد حب الله تبارك وتعالى، أعظم من حب الولد والوالد، وأعظم من حب الوالدة والإخوة، ومن حب المال والدنيا، وأعظم من حب الزوجة بل أعظم من حب النفس، فإذا لم يكن هذا هو واقع محبة النبي في قلب المسلم فإنه لا يذوق حلاوة سنته، قال سهل: "من لم ير ولاية الرسول- صلى الله عليه وسلم- في جميع الأحوال ويرى نفسه في ملكه - صلى الله عليه وسلم- لا يذوق حلاوة سنته، لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه)).

وورد أن محبة محمد- صلى الله عليه وسلم- طريق إلى الجنة، وبوابة إلى حب الله عزوجل، وعبور إلى منازل الجنان، ودليل كبير على إيمان المرء وإخلاصه لله، وذلك بتطبيق محبة الرسول- صلى الله عليه وسلم- في امتثال أوامره واجتناب نواهيه، فاتباع سنة محمد- صلى الله عليه وسلم- أكبر دليل وأعظم برهان على صدق محبته والإخلاص في حبه، ومن كانت محبة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- متربعة في نفسه على بقية الناس فإنه يحظى بثواب من الله عظيم، جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-فقال: متى الساعة يا رسول الله؟ قال: ((ما أعددت لها؟)) قال: " ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله قال: ((أنت مع من أحببت)).