حذر علماء فلك من عواصف مغناطيسية محتملة قد تؤثر على الأرض نهاية هذا الأسبوع، نتيجة رصد "ثقب إكليلي استوائي" غير معتاد على سطح الشمس، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في الغلاف المغناطيسي الأرضي.
الأرض تستعد لمواجهة اضطرابات مغناطيسية
ووفقا لتقرير صادر عن مختبر علم الفلك الشمسي التابع لمعهد أبحاث الفضاء في الأكاديمية الروسية للعلوم، فإن الأحوال الجيومغناطيسية مرشحة للتدهور الملحوظ منتصف سبتمبر، مع إمكانية تسجيل عواصف من الدرجة الثانية والثالثة على مقياس من خمس درجات.
الثقب الإكليلي الضخم
وأشار الباحثون إلى أن هذا الثقب الإكليلي الضخم تم رصده في المنطقة الاستوائية من الشمس، تحديدًا في نفس المستوى الذي تدور فيه الكواكب. وقد بلغ مركز قرص الشمس في 11 سبتمبر، ما يسمح بتوجيه الرياح الشمسية السريعة بشكل مباشر نحو الأرض، ويتوقع أن تصل خلال 72 ساعة.
نشاط شمسي غير معتاد في سبتمبر
وتظهر البيانات الفلكية أن شهر سبتمبر يشهد نشاطا مغناطيسيا استثنائيا، حيث تم تسجيل ثلاث عواصف مغناطيسية كبرى خلال الأيام العشرة الأولى من الشهر، مقارنة بعاصفة واحدة فقط طوال أغسطس الماضي.
ويرى العلماء أن هذا التصاعد في النشاط قد يشير إلى اقتراب الشمس من ذروة دورتها الشمسية الحالية، غير أن التراجع في عدد التوهجات الشمسية مؤخرًا يفتح الباب لاحتمال أن يكون هذا الارتفاع مؤقتًا.
عاصفة آكلة لحوم البشر تتجه نحو الأرض
في سياق متصل، حذر خبراء الطقس الفضائي من عاصفة شمسية قوية يُتوقع أن تؤثر على الأرض، وقد تؤدي إلى عروض مذهلة للشفق القطبي في بعض المناطق.
ووفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA)، فإن العاصفة نشأت عن شعلة شمسية من الفئة M2.7 انطلقت في 30 أغسطس من البقعة الشمسية النشطة AR4199، ما أدى إلى انبعاث كتلي إكليلي (CME) عالي السرعة في اتجاه الأرض.
وتشير التقديرات إلى احتمال اندماج انبعاثين شمسيين لتشكيل ما يُعرف بظاهرة "الانبعاثات الكتلية الإكليلية آكلة لحوم البشر" (Cannibal CMEs)، وهي ظاهرة نادرة تعزز من قوة العاصفة الجيومغناطيسية وتزيد من فرص مشاهدة الشفق القطبي في خطوط العرض الوسطى.
تأثيرات محتملة ودرجات الخطورة
تشير التوقعات إلى أن العاصفة قد تبدأ بمستوى G2 (معتدل) ثم تتصاعد إلى G3 (قوي)، مما قد يسمح بامتداد الشفق القطبي جنوبًا ليشمل أجزاء من شمال الولايات المتحدة مثل أوريغون وإلينوي ونيويورك، وربما مناطق من المملكة المتحدة مثل ويلز وشرق أنجليا.
وفي تعليق لها، أوضحت عالمة الطقس الفضائي تاميثا سكوف أن هناك احتمالًا لتداخل انبعاثين كتليين قبل وصولهما إلى الأرض، مما قد يزيد من شدة الاضطرابات.
وأكد مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن سطوع القمر خلال الفترة نفسها قد يؤثر على وضوح مشاهدة الشفق القطبي، رغم اتساع نطاقه المتوقع.
ما هي الانبعاثات الكتلية الإكليلية؟
تعد الانبعاثات الكتلية الإكليلية انفجارات هائلة من البلازما والمجالات المغناطيسية تنطلق من الشمس، وعند اصطدامها بالغلاف المغناطيسي للأرض يمكن أن تؤدي إلى ظهور أضواء الشفق القطبي، لكنها قد تسبب أيضًا تشويشًا في الاتصالات، وتعطيلًا للأقمار الصناعية، وحتى تأثيرات على شبكات الكهرباء في الحالات القصوى.
وتصنف العواصف الجيومغناطيسية على مقياس من G1 (طفيفة) إلى G5 (شديدة)، حيث يمكن لعاصفة G3 أن تتسبب في ظهور الشفق القطبي في مناطق بعيدة عن القطبين، وهو ما يُعد حدثا نادرا نسبيا.