في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، تتزايد المؤشرات على أن الصراع القائم لم يعد محصورا في سياقات محلية أو مواجهات تقليدية، بل أصبح معقدا، يمتد ليشمل البعد الجيوسياسي والطاقي، وينذر بتحولات إقليمية عميقة.
وفي هذا السياق، تبرز الدوحة كلاعب رئيسي في معادلة استراتيجية يرى فيها الاحتلال الإسرائيلي فرصة لتحقيق اختراق نوعي في قلب منطقة الخليج.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبداللة نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن تعتبر إسرائيل العاصمة القطرية، الدوحة، كنزا استراتيجيا نظرا لموقعها الجغرافي الحيوي الذي يربطها بشواطئ الخليج وممرات الطاقة الحيوية، ويتجاوز الطموح الإسرائيلي مجرد تحجيم دور فصائل المقاومة، ليصل إلى السعي لفرض نفوذ واسع ومباشر في عمق المنطقة.
وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن وفي ظل هذه الرؤية، يخشى أن تتحول المواجهة إلى "صراع غاز ودم"، حيث تتداخل المصالح الطاقية والجيوسياسية مع موازين القوة العسكرية.
وأشار نعمة، إلى أن يترافق هذا مع تصعيد خطابي إسرائيلي خطير، إذ نقل عن رئيس حكومة الاحتلال تصريحات تهديدية مفادها أن على الدول الخليجية "التخلص من ما وصفه بالإرهابيين، وإلا ستتدخل إسرائيل بنفسها"، وهو تصريح فسر على أنه تمهيد لعمليات عسكرية مفاجئة لا تحترم سيادة الدول أو القانون الدولي.
وأشار نعمة، إلى أن هذه التهديدات فتحت الباب أمام احتمالات تدخلات عسكرية إسرائيلية محدودة ولكن خطيرة، قد تتجاوز الحدود المتعارف عليها، وتستغل الثغرات الإقليمية لتنفيذ أجندات توسعية.
وتابع: "وفي المقابل، تتابع قوى خليجية رئيسية مثل السعودية والإمارات التطورات عن كثب، متموضعة على "حافة المعادلة"، بانتظار تغير محتمل في ميزان القوى الإقليمي قد يفرض عليها اتخاذ موقف أكثر وضوحا أو تدخلا مباشرا".
والجدير بالذكر، أن الصورة الراهنة تكشف عن تصاعد خطير في حدة الصراع، حيث تتداخل الأطماع الإسرائيلية مع المخاوف الإقليمية، وتتقاطع المصالح الدولية مع التحالفات المتغيرة في الخليج.
وبين طموحات الهيمنة، واستعدادات الردع، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة دقيقة، قد تعيد رسم خارطة التحالفات وتعيد تعريف خطوط النار في الخليج والشرق الأوسط ككل.