يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غاراته المكثفة على مدينة غزة ومختلف مناطق القطاع، مستهدفا الأبراج السكنية والمباني المدنية، في هجمات خلفت دمارًا واسعًا ودفعت بموجات جديدة من النزوح القسري للسكان.
وقد أدى القصف المتواصل إلى انهيار أبراج سكنية تضم مئات العائلات، تحولت إلى كتل من الركام وسط تصاعد أعمدة الدخان، في مشاهد تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها القطاع المحاصر.
وتجمّع الأهالي في محيط الأبنية المدمرة بحثا عن ناجين أو في محاولة لانتشال ما تبقى من ممتلكاتهم، فيما يقف المدنيون في الشوارع المدمرة أمام أنقاض منازلهم لالتقاط ما يمكن إنقاذه من تحت الردم.
وتتحرك في الأثناء الآليات العسكرية الإسرائيلية بمحاذاة الحدود، بالتزامن مع استمرار الغارات التي طالت مباني تؤوي نازحين سبق أن فروا من مناطق تعرضت للقصف، ليجدوا أنفسهم مضطرين إلى نزوح جديد بلا مأوى.
وتحذر منظمات حقوقية وإنسانية من أن استهداف الأبراج والمساكن المدنية يفاقم الأزمة في قطاع يعاني أصلًا من ظروف إنسانية قاسية، وسط تسارع انهيار البنية التحتية واتساع رقعة التشريد مع كل يوم من القصف.
سموتريتش يثير الغضب: غزة مشروع عقاري قابل للتقسيم
وفي تطور مثير للجدل، صرح وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش أن قطاع غزة يمثل "ثروة عقارية هائلة" يجب الاستثمار فيها، معلنا بدء مفاوضات فعلية مع الجانب الأمريكي حول تقسيم نسب ملكية الأرض في إطار ما سماه "خطة التجديد الحضري".
وقال سموتريتش خلال مشاركته في مناسبة بالقدس المحتلة: "لقد أنجزنا بالفعل مرحلة الهدم، وهي المرحلة الأولى من خطة التجديد الحضري. الآن علينا البناء. غزة يمكن أن تتحول إلى مشروع عقاري استثماري يمول نفسه ذاتيًا".
وأضاف أن المشروع مطروح ضمن خطة أمريكية–إسرائيلية مشتركة تقترح تحويل غزة إلى "منطقة أمان" تديرها الولايات المتحدة لعشر سنوات، وتشمل مشاريع سياحية وتقنية ضمن ما يعرف بـ"غزة 2035"، وفقًا لتقارير نُشرت سابقًا في صحيفة واشنطن بوست.
وأشار الوزير إلى أن الخطة مطروحة حاليًا على مكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بوصفه أحد الداعمين الكبار للفكرة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتواجه حكومة بنيامين نتنياهو عزلة سياسية متزايدة على خلفية استمرار الحرب في القطاع.




