في ظل تصاعد النقاشات الدولية حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، تزداد أهمية الطروحات الغربية التي تحاول رسم ملامح "غزة ما بعد الصراع"، سواء عبر مبادرات سياسية أو مشاريع اقتصادية ضخمة تستهدف إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى نموذج جديد في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، كان لــ صدى البلد لقاء خاص مع السياسي الأمريكي والضابط السابق بالبيت الأبيض باري دوناديو، الذي كشف عن ملامح خطة مدعومة من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالتعاون مع بعض المسؤولين الغربيين، ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلي، وصهر ترامب جاريد كوشنر.
وأوضح دوناديو لــ صدى البلد أن هذه الخطة تقوم على تحويل غزة من ساحة حرب إلى منطقة سياحية واستثمارية مزدهرة، شبيهة بما حققته دول مثل الكويت وقطر والإمارات، مع ربطها بتجربة ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، حين تحولت الهزيمة الكاملة إلى نهضة اقتصادية بدعم أمريكي واسع.
وأشار إلى أن الخطة تتضمن ضمانات لحماية حقوق الفلسطينيين في الملكية، وإنشاء سلطة انتقالية بإشراف الأمم المتحدة، إلى جانب قوة متعددة الجنسيات تتولى مساعدة الشرطة المدنية الفلسطينية ومنع عودة حماس إلى الحكم.
وقال باري دوناديو الضابط السابق بجهاز الخدمة السرية بالبيت الأبيض، على الرغم من أنني أؤمن بأن أي خطة لغزة يطرحها هذان الرجلان هي خطط جادة وتركّز على محاولة حل المشكلة، إلا أنني أعتقد أنها ستُقابل برفض واسع في الأوساط العربية، ومع ذلك، قد لا يكون أمام الفلسطينيين خيار آخر.
الخطة لا تتضمن التهجير
وأوضح باري دوناديو، السياسي الأمريكي و الضابط السابق بجهاز الخدمة السرية بالبيت الأبيض" خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، الأمر الإيجابي أن هناك خطة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، أعتقد أنها ستشمل بقاء الفلسطينيين في غزة، حيث أن الخطة لا تتضمن التهجير.
إسرائيل يجب أن تنهي حربها
و أضاف العالم بأسره تقرييا يريد نتيجة إيجابية للفلسطينيين، بما في ذلك الأمريكيون، وهناك قدر هائل من الضغوط السياسية كما يعلم الكثيرون، و إسرائيل يجب أن تُنهي حربها ضد حماس بسرعة قصوى، حتى يمكن تفعيل أي خطة لمستقبل غزة في أقرب وقت.
وتابع دوناديو ، أعتقد أن إدارة ترامب وضعت خطة لتحويل غزة إلى منطقة غنية اقتصاديا ومقصد سياحي، بحيث تكتسب مكانة مالية شبيهة بالكويت أو قطر أو الإمارات في السنوات القادمة.
تجربة ألمانيا و اليابان
و أشار أنه يمكن مقارنة ذلك بما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، عندما انهزمت ألمانيا واليابان أمام الولايات المتحدة؛ إذ استثمرت الولايات المتحدة بكثافة في اليابان وألمانيا بعد الحرب، وانظر إليهما الآن: دول مزدهرة، حرة، لها صناعات محترمة وإنجازات عصرية في مجالات متعددة.
و اختتم دوناديو حديثه قائلا: بالعودة إلى غزة، فإن الخطة التي يدعمها ترامب بالتعاون مع توني بلير تتضمن حماية حقوق الملكية للفلسطينيين، بالإضافة إلى سلطة انتقالية في غزة معتمدة من الأمم المتحدة. وستواصل غزة امتلاك قوة شرطة مدنية خاصة بها، على أن يساعدها في ذلك قوة متعددة الجنسيات لمنع حماس من استعادة السلطة. وفي نهاية المطاف، ستتولى السلطة الفلسطينية إدارة غزة، كما هناك مقترح لتحويل غزة إلى "ريفيرا جديدة"، وأعتقد أن ذلك سيتحقق، وستصبح غزة منطقة جميلة يقصدها الناس للزيارة، مما سيجلب كميات كبيرة من السياحة والأموال إلى فلسطين.