في مشهد غير مألوف، ارتفعت راية تحمل جمجمة ترتدي قبعة القش – المستوحاة من سلسلة المانجا اليابانية الشهيرة "وان بيس" – على بوابة قصر "سينجا دوربار" التاريخي في كاتماندو عاصمة نيبال، بينما كانت النيران تلتهم أجزاء من المبنى الذي يضم مقرات حكومية.
هذه الصورة سرعان ما تحولت إلى أيقونة للاحتجاجات الشبابية، التي هزت البلاد وأطاحت برئيس الوزراء بعد أيام من الاضطرابات العنيفة، وفق تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية.
الراية، التي تعود لشخصية "مونكي دي لوفي" قائد قراصنة "قبعة القش"، ليست مجرد رسم كرتوني بالنسبة إلى جيل "Z". بل صارت رمزاً للتمرد على السلطات، والدفاع عن الحرية، ومقاومة ما يرونه فساداً وهيمنة سياسية.
ويقول أحد منظمي الاحتجاجات في نيبال، بيات ختري، إن اختيار هذا الرمز "يعبر عن عدوانية وإصرار على تخطي كل العقبات"، مضيفاً أن "الكثير من الشباب يعشقون الأنمي، وكان من المهم أن تكون الحركة الاحتجاجية مرتبطة برموز يفهمونها ويؤمنون بها".
الظاهرة لا تقتصر على نيبال. في إندونيسيا، رفعت الراية ذاتها في احتجاجات ضد الحكومة، ما أثار اتهامات من السلطات بأنها "رمز للخيانة". وردت منظمات حقوقية مثل العفو الدولية بالتأكيد على أن رفعها يدخل في نطاق حرية التعبير. وفي فرنسا، ظهرت الأعلام نفسها في احتجاجات شبابية، إلى جانب شعارات تطالب بالعدالة الاجتماعية وتدين الامتيازات الطبقية.
خبراء الإعلام يرون أن قوة هذه الرموز تكمن في بساطتها وقدرتها على الانتشار عبر الإنترنت والحدود. فكما تبنى متظاهرون في تايلاند وميانمار "التحية الثلاثية الأصابع" من فيلم ذا هانجر جيم، لجأ شباب نيبال وإندونيسيا وفرنسا إلى راية "لوفي" ليعبروا عن غضبهم المشترك.
وتشير أستاذة الإعلام بجامعة أوكلاهوما، نوررياني جالي، إلى أن "الرموز الثقافية تساعد على إيصال الرسالة دون كلمات، وتخلق لغة مشتركة يتفاعل معها الشباب عالمياً".