قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

حكم تغيير الأسماء في الشريعة.. متى يكون واجبا؟

د. نظير عياد
د. نظير عياد

تؤكد الشريعة الإسلامية على أهمية اختيار الأسماء الحسنة للأبناء، باعتبارها أول ما يلازم الإنسان طوال حياته، حيث ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ، فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ» (رواه أبو داود وأحمد). ومن هنا كان الحرص على تجنب الأسماء القبيحة أو ذات المعاني المذمومة.

وأوضح الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن تغيير الاسم قد يكون واجبًا أو مستحبًا بحسب طبيعته. فيكون واجبًا إذا كان الاسم مختصًا بالله تعالى مثل "الخالق" أو "القدوس"، أو إذا تضمّن إضافة العبودية لغير الله؛ كـ "عبد العُزّى"، أو كان فيه معانٍ لا تليق إلا بالله مثل "ملك الملوك" أو "حاكم الحكام"، وهو ما وردت النصوص الشرعية في تحريمه، ومنها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أَخْنَى الأَسْمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ الله رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلَاكِ» (رواه البخاري).

كما استدل الفقهاء بأقوال متعددة تؤكد وجوب التغيير في هذه الحالات، ومنهم الإمام الحطاب المالكي الذي نصّ في "مواهب الجليل" على حرمة التسمية بملك الأملاك، وكذلك شهاب الدين الرملي في "نهاية المحتاج" الذي حرّم التسمية بما يوهم التشريك كعبد الكعبة.

أما إذا كان الاسم لا يحمل محظورًا شرعيًّا ولكنه منفر أو يحمل دلالات غير محببة مثل "حَزْن" أو "حَرْب" أو "مُرّة"، أو فيه تزكية للنفس كـ "الأشرف" و"التقي"، فيُستحب تغييره إلى ما هو أجمل وأليق. 

وورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غيّر أسماءً عدة لما فيها من معانٍ غير مستحبة، كما في قصة زينب رضي الله عنها التي كان اسمها "برة" فغيّره النبي إلى "زينب" خشية أن يُفهم منه تزكية للنفس.

وهكذا فرقت الشريعة بين ما يجب تغييره لحرمة التسمية به، وبين ما يُستحب تغييره لتحسين المعنى وتجنب ما تنفر منه النفوس.