كشف الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك عن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بعد انتهائه من الصلاة.
وقال جاء فى كتاب الشمائل الشريفة - للإمام جلال الدين السيوطي - وشرح الإمام المناوي
ان ثَوْبَانُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: « كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتُ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ». [مسلم]
وبين معنى الحديث وقال:
(كَانَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ) أي: سلم منها.
(اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا) أي: طلب المغفرة من ربه تعالى ثلاثا من المرات.
زاد البزار في روايته: "ومسح جبهته بيده اليمنى".
قيل للأوزاعي -وهو أحد رواة الحديث-: كيف الاستغفار؟ قال: يقول: أستغفر الله.
قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: استغفاره عقب الفراغ من الصلاة استغفار من رؤية الصلاة.
(ثُمَّ قَالَ) بعد الاستغفار.
(اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ) أي: المختص بالتنزه عن النقائص والعيوب لا غيرك.
(وَمِنْكَ السَّلَامُ) أي: أن غيرك في معرض النقصان والخوف مفتقر إلى جنابك بأن تؤمنه ولا ملاذ له غيرك.
فدل على التخصيص بتقدم الخبر على المبتدأ أي وإليك يعود السلام يعني إذا شوهد ظاهرًا أن أحدًا من غيره فهو بالحقيقة راجع إليك وإلى توفيقك إياه.
وقال التوربشتي: أرى قوله: "ومنك السلام" واردًا مورد البيان لقوله: "أنت السلام" وذلك أن الموصوف بالسلامة فيما يتعارفه الناس لما كان قد وجد بعرضة أنه ممن يصيبه تضرر وهذا لا يتصور في صفاته تعالى، بين أن وصفه سبحانه بالسلام لا يشبه أوصاف الخلق فإنهم بصدد الافتقار فهو المتعالي عن ذلك فهو السلام الذي يعطي السلامة ويمنعها ويبسطها ويقبضها.
(تَبَارَكْتُ) تعظمت وتمجدت أو حييت بالبركة. وأصل الكلمة للدوام والثبات ومن ذلك البركة.
قال القرطبي : (تباركت) تفاعلت من البركة، وهي الكثرة والنماء، ومعناه تعاظمت؛ إذ كثرت صفات جلالك وكمالك.
(يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) لا تستعمل هذه الكلمة في غير الله تعالى عما تتوهمه الأوهام وتتصوره العقول والإفهام.



