أجاب الشيخ حسن اليداك، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال حول حكم قول "صدق الله العظيم" بعد تلاوة القرآن الكريم، قائلاً: إنها ليست بدعة كما يظن البعض، بل هي سُنة حسنة ودليل على تعظيم كلام الله سبحانه وتعالى. واستشهد بقوله تعالى: "قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا" [آل عمران: 95].
حكم قول "صدق الله العظيم"
وأوضح خلال تصريح، أن الله أمرنا أن نقول "صدق الله"، وأن أفضل وقت لقولها هو بعد الانتهاء مباشرة من قراءة القرآن الكريم، لأنه أنسب وقت يشهد فيه اللسان والقلب بصدق كلام الله.
وأضاف اليداك: "تخيّل أنني أطلب منك أن تقولي الحمد لله، ثم رزقك الله بنعمة فقلتِ الحمد لله، أليس هذا أفضل وقت لقولها؟ وكذلك أفضل وقت نقول فيه (صدق الله العظيم) هو بعد أن نقرأ كلام الله جل وعلا".
وأكد أن المسلم يُستحب له المداومة على قول "صدق الله العظيم" عقب التلاوة، تعظيماً واحتراماً لكتاب الله، وأن هذا من الأدب مع القرآن ومن سنن المسلمين عبر العصور.
هل صدق الله العظيم بدعة؟
وقالت دار الإفتاء إن قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن جائزٌ شرعًا ولا شيء فيه، ومستشهدة بأنها من مطلق الذكر الذي أمرنا الله تعالى به في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]، ومن خصوص الذكر في خطاب الله تعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: ﴿قُلْ صَدَقَ اللهُ﴾ [آل عمران: 95].
وأوضحت دار الإفتاء أن قول صدق الله العظيم مطلق ذكر لله تعالى؛ ولا يقال إن هذا إحداث في الدين ما ليس منه، بل هو إحداث فيه ما هو منه.
وتابعت أن هذا يُفهم من فعل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين؛ ففي "صحيح البخاري" عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: كنا يومًا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «مَنِ المُتَكَلِّمُ» قَالَ: أَنَا، قَالَ: «رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ».