تتزايد الضغوط على ألمانيا ، للانضمام إلى الخطوات الرامية إلى فرض عقوبات على إسرائيل بسبب حرب غزة، الأمر الذي أثار جدلاً حاداً في بلد يحرص منذ فترة طويلة على التكفير عن المحرقة.
برلين، المؤيدة الثابتة لإسرائيل في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت معزولة بشكل متزايد بعد أن اعترف العديد من حلفائها الغربيين بدولة فلسطينية.
هذا الأسبوع في أوروبا، تتجه كل الأنظار مرة أخرى إلى ألمانيا لمعرفة ما إذا كانت ستعارض خطط الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على إسرائيل بسبب حملتها على غزة.
وقالت مريم صالحي، الباحثة في السياسة الدولية بجامعة برلين الحرة، إن "ألمانيا تتعرض لضغوط متزايدة من عدة اتجاهات".
وأضافت :"إنها تأتي من الشركاء السياسيين داخل الاتحاد الأوروبي... ولكن أيضًا من المجتمع المدني داخل ألمانيا وعلى الصعيد الدولي."
ومع استمرار الحرب في غزة، صعدت ألمانيا انتقاداتها لإسرائيل بسبب الوضع الإنساني في غزة، وأعلن المستشار فريدريش ميرز في أغسطس أن برلين سوف تفرض قيوداً على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.
وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبا من جانب كثيرين على اليسار، ولكنها أثارت احتجاجات على اليمين.
تجنبت ألمانيا وصف الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه "إبادة جماعية"، حتى بعد أن استخدم تحقيق للأمم المتحدة هذا المصطلح.
وأوضحت برلين أيضًا أن ألمانيا ليس لديها حاليًا أي خطط للاعتراف بدولة فلسطينية، على عكس فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا وحلفاء غربيين آخرين.
وبينما يدرس الاتحاد الأوروبي الحد من العلاقات التجارية مع إسرائيل وفرض عقوبات على وزراء، يرى المنتقدون أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات أكثر واقعية.
ويتفق العديد من الألمان مع هذا الرأي، وقد أصبحت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين أكبر وأكثر جرأة في الأشهر الأخيرة، مما يعكس تحولاً في المزاج العام.
وفي يوم السبت ، تظاهر عشرات الآلاف من المتظاهرين في شوارع برلين مطالبين إسرائيل بإنهاء حملتها العسكرية في غزة وقالت التقديرات أنهم تجاوزوا المائة ألف بكثير.