قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شطورة.. قلعة العلم والعلماء أنجبت مئات النماذج المشرفة في صعيد مصر

شطورة منبع العلم والعلماء
شطورة منبع العلم والعلماء

على ضفاف النيل الغربي، تتربع قرية شطورة التابعة لمركز طهطا شمالي محافظة سوهاج، كواحدة من القرى التي سطرت اسمها في سجل العلم والمعرفة، فهي ليست مجرد قرية ريفية، بل قلعة للعلم والعلماء.

أنجبت على مدار تاريخها الطويل أجيالًا من العلماء والأزهريين الذين حملوا رسالة التعليم ونشر الفكر المستنير في مصر والعالم العربي.

"شطورة"، التي يقدر عدد سكانها بأكثر من 36 ألف و939 نسمة وفقًا لآخر إحصاءات عام 2006، وتزيد مساحتها عن 450 فدانًا، تبعد عن مدينة سوهاج نحو 35 كيلومترًا.

يحدها من الشرق نهر النيل، ومن الغرب قرية المدمر، ومن الشمال مشطا، ومن الجنوب عرب بخواج، ما جعلها قرية استراتيجية تجمع بين أصالة الريف وعمق الثقافة.

أعلام بارزون من شطورة

الدكتور عباس شومان

عالم دين مصري معاصر، وأستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، تولى منصب وكيل الأزهر الشريف، وشغل منصب أمين عام هيئة كبار العلماء.

عُرف بدوره البارز في تجديد الخطاب الديني، والدفاع عن وسطية الأزهر، ليصبح أحد أبرز وجوه المؤسسة الدينية في مصر والعالم الإسلامي.

الشيخ أحمد أحمد هدهد (1880م)

من رواد التعليم في شطورة، إذ أسس مدرسة داخل منزله لتعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية والعلمية، وكانت من أوائل المدارس بالقرية.

تخرج على يديه عدد كبير من المتعلمين الذين حملوا رسالة العلم من بعده، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الأجيال.

الشيخ عمر عبدالراضي (1893م)

من أبناء الأزهر الشريف المتفوقين، تخصص في علم المواريث وحصل على الشهادة العالمية وإجازة الفتوى من الأزهر، ترك بصمة علمية بارزة في مجاله، وكان مرجعًا موثوقًا في مسائل الفقه والمواريث داخل القرية وخارجها.

الشيخ علي درويش

أحد أعلام الأزهر من شطورة، حصل على العالمية في علوم الدين، وألف العديد من المؤلفات، إلى جانب فتاواه الموثوقة التي تناولت قضايا الدين والمعاملات، مثل نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين العلم والتقوى، وأسهم في نشر الثقافة الدينية الوسطية.

ما تشتهر به شطورة

لم يقتصر تميز شطورة على علمائها فقط، بل اشتهرت أيضًا بروح المشاركة المجتمعية والتكافل الاجتماعي، حيث يُكرَّم حفظة القرآن الكريم سنويًا، وتُنظم مبادرات خيرية لدعم الفقراء والمحتاجين.

كما تشهد القرية طفرة تنموية ضمن مشروع "حياة كريمة" الذي يستهدف تحسين البنية التحتية والخدمات.

ورغم بعض التحديات الخدمية مثل مشكلات الصرف الصحي ونقص المرافق، تبقى شطورة مثالًا حيًا لقرية مصرية أضاءت طريق العلم، وأنجبت رجالًا حملوا راية الأزهر، وجعلوها بحق منارة مضيئة على أرض الصعيد.