لا يمر يوم في محافظة سوهاج إلا ويحمل بين طياته مزيجًا من الأحداث التي تجمع بين المأساة والإنسانية والتنمية والرقابة، لترسم صورة متكاملة عن واقع الحياة في الصعيد.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، شهدت المحافظة سلسلة من الوقائع المتنوعة التي أثارت مشاعر الحزن في بعض الأحيان، وزرعت بذور الأمل في أحيان أخرى، وعكست يقظة الأجهزة التنفيذية والرقابية في مواجهة الفساد.
محافظة سوهاج
في قلب مدينة سوهاج، أُصيب شاب يُدعى "يوسف إ.ع"، يبلغ من العمر 18 عامًا، بجروح قطعية خطيرة داخل ورشة موتوسيكلات أثناء مزاولته عمله، بعدما اصطدم بآلة حادة أدّت إلى إصابته في البطن واليد اليمنى.
وعلى الفور، تم نقله إلى مستشفى سوهاج العام، حيث يخضع للرعاية الطبية المكثفة وسط دعوات أهله وأصدقائه له بالشفاء العاجل.
وفي مشهد آخر مليء بالحزن، ودّعت قرية بيت خلاف التابعة لمركز جرجا طفلها الصغير "نصيف أ.ن"، البالغ من العمر عامين، بعدما لقي مصرعه غرقًا داخل مجرى مائي أثناء لهوه بجوار منزله.
وقد أثار الحادث حالة من الأسى بين الأهالي، فيما أكدت أسرته أن ما حدث كان قضاءً وقدرًا دون أي شبهة جنائية، لتتحول دموع القرية إلى دعوات بالرحمة والصبر.
أما على صعيد الجهود التنموية، فقد شهدت المحافظة خطوة مهمة في ملف تمكين ذوي الهمم، حيث سلّمت مديرية العمل 35 عقد عمل جديدًا للأشخاص من ذوي الإعاقة، بينهم 26 داخل شركة المياه، و9 آخرين في القطاع الخاص.
ووصفت وكيل الوزارة، إلهام أبو زيد، الخطوة بأنها بداية حقيقية لمرحلة جديدة من الاندماج والتمكين، مشددة على متابعة تنفيذ العقود بما يضمن العدالة الاجتماعية وحماية حقوق العمال.
ولم تغب المواجهة مع الفساد عن المشهد، إذ تمكنت مديرية التموين والتجارة الداخلية في حملة موسعة بمركز طما من إحباط محاولة تهريب 2780 كيلو جرامًا من الدقيق البلدي المدعّم قبل تسريبه إلى السوق السوداء. وتمثلت المضبوطات في 111 شيكارة متنوعة الأوزان، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
هكذا كان يوم واحد في سوهاج: مزيجًا بين الحزن والرجاء، بين معاناة أسرة فقدت طفلها الصغير، وتفاؤل شباب من ذوي الهمم يبدأون طريقهم نحو المستقبل، وبين يقظة أجهزة التموين في التصدي للتلاعب بقوت المواطن، مما يعكس صورة حية لمجتمع يواجه تحدياته، لكنه لا يتوقف عن السعي للأفضل.