قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

علي جمعة: الرحمة لا تُنزع إلا من شقي فرِقّةُ القلب من علامة الإيمان

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف خلال منشور جديد عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن رسول الله ﷺ كان على الخُلُق الأتم، وكان موفقًا من ربه لأن يكون رحمةً للعالمين. بدأ الله كتابه له بقوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وهو كان كذلك تخلُّقًا، فقد كان ﷺ رحمةً مطلقة.

 وتابع: وفي يوم فتح مكة وهو يسير إليها، انظر إلى سيد الخلق الذي فاق الملوك جلالةً ومهابةً في الدنيا، والذي هو عند ربه أعلى من ذلك في الآخرة:

    مَدَحتُ المالِكينَ فَزِدتُ قَدراً *** فَحينَ مَدَحتُكَ اِقتَدتُ السَحابا

    ورسول الله ﷺ، وهو مشغول بتدبير الدنيا، ومشغول بالشرع الشريف وإقامته في نفسه وفي أمته، إذ به وهو يسير بالجيش يجد كلبةً تَهِرُّ على أبنائها ـ أي تبول عليهم ـ من شدّة الخوف. 

فزعت الكلبة من هيبة جيش المسلمين وهم يسيرون إلى فتح مكة، فنادى جُعَيلَ بنَ سُراقة، وأمره أن يقف عليها حارسًا وديدبانًا، يصدّ الجيش عنها ويؤمّن روعتها مع أولادها، ويقف عندها حتى يمر الجيش.

    أرأيتم ماذا يعلِّمنا رسول الله ﷺ؟ حيوان ضعيف، وهو عند جمهور الفقهاء نجس، والنبي ﷺ يعامله باعتباره مخلوقًا لله ﷻ، إذ قال: «في كلِّ ذاتِ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ». رسول الله، سيد الخلق، سيد الكونين ﷺ، يقف ويشغل باله بفزع الكلبة رحمةً بها وتعليمًا لنا

.

    فالرحمة لا تُنزع إلا من شقي؛ لأن الرحمة في الخلق رِقّةُ القلب، ورِقّته علامة الإيمان، ومن لا رِقّة له لا إيمان له، ومن لا إيمان له شقي. فمن لا يُرزَق الرحمة فهو شقي، فُعُلِم أن غِلظة القلب من علامة الشقاوة.

ونوع انه قد طبّق المسلمون الرحمة في حضارتهم بصورة عملية؛ حيث أنشؤوا مساقي الكلاب رأفةً بهم، لقول النبي ﷺ: «في كلِّ ذاتِ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ»، ولما علموا أنه قد دخلت امرأة النار في هرّة حبستها، ودخلت أخرى الجنة في كلبٍ سقته.

واضاف: وفي العصر المملوكي، وبالتحديد في تكية محمد بك أبو الذهب، بُنيت صوامع للغلال لتأكل منها الطيور. وهكذا كان المسلمون يحوّلون إرشادات رسول الله ﷺ إلى واقع عملي يعيشون فيه، فحازوا الشرف والعز وخير الدنيا والآخرة.