أكدت المهندسة راندا الطوبجي، خبيرة التنمية المستدامة، أن إنشاء المدن الذكية لم يعد رفاهية كما يعتقد البعض، بل أصبح ضرورة حتمية في ظل التحديات البيئية والتكنولوجية، مشيرة إلى أن هذه المدن تُبنى على أسس تضمن سلامة المواطنين وتوفير الطاقة وتحقيق الاستدامة.
سلامة المواطن في قلب التخطيط الذكي
قالت الطوبجي في تصريحات لصباح البلد المذاع على قناة صدي البلد إن كثيرين يظنون أن المدن الذكية مجرد رفاهية، لكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا، حيث أوضحت أن هذه المدن تعتمد على أنظمة ذكية وأجهزة حساسة متصلة بالإنترنت، هدفها الأول هو حماية المواطن، ومراقبة البيئة المحيطة، والاستعداد لمواجهة الأزمات بفعالية وسرعة.
الاستدامة البيئية في صميم المدن الذكية
أشارت خبيرة التنمية المستدامة إلى أن ملف الاستدامة البيئية عنصر أساسي في المدن الذكية، حيث تساعد هذه المنظومات على ترشيد استهلاك الموارد مثل المياه والكهرباء، ومراقبة الاستخدام الفعلي لتقليل الهدر وتحقيق الكفاءة.
تنسيق وزاري وتكامل حكومي
وأضافت الطوبجي أن الدولة بدأت خطوات جادة لتوحيد الرؤية حول مفهوم المدن الذكية، من خلال تنسيق الجهود بين عدة وزارات مثل الإسكان، والاتصالات، والكهرباء وغيرها، مؤكدة أن نجاح هذه المدن يتطلب تكاملًا حقيقيًا بين كافة الجهات، لأن أي وزارة لن تتمكن من العمل بمفردها في هذا الملف المعقد.
جذب المستثمرين من خلال رؤية واضحة
وأكدت أن وضوح الرؤية الحكومية والاهتمام الكبير من الدولة بمشروعات المدن الذكية يعزز ثقة المستثمرين ويشجعهم على ضخ استثماراتهم، خاصة عندما يرون تكاملًا حقيقيًا بين التخطيط والتنفيذ والتقنيات الحديثة.
العاصمة الإدارية والعلمين والمنصورة.. مدن الجيل الرابع
واختتمت الطوبجي حديثها بالإشارة إلى أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في إنشاء مدن ذكية من الجيل الرابع، على رأسها العاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، وجميعها تعتمد على تقنيات متطورة تضمن جودة حياة عالية واستدامة طويلة الأجل.