خرجت مظاهرات تطالب بوقف حرب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مختلف أنحاء العالم، من آسيا إلى أوروبا، وذلك تزامنا مع مرور عامين على الحرب، رغم تحذيرات سياسية من أن توقيتها "غير مناسب" وقد يفاقم التوترات داخل المجتمعات المحلية.
وانطلقت التحركات الاحتجاجية اليوم (الثلاثاء) في مدن عدة، شملت سيدني، وبرازيليا، وكولكاتا، وجاكرتا، وطوكيو، ولندن، وباريس، وجنيف، وأثينا، وسالونيك، وإسطنبول، وستوكهولم، فيما حظرت في أماكن أخرى مثل بولونيا الإيطالية.


وأكد منظمو هذه المظاهرات أن هدفهم هو تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة، والمطالبة بحماية حقوق الفلسطينيين، في وقت يقول فيه ساسة إن تلك التحركات تظهر تجاهلاً لمشاعر اليهود في ذكرى ما يعتبرونه أكبر مأساة منذ المحرقة.
وقال كريس مينز، رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، تعليقًا على مظاهرة مخطط لها في سيدني: "توقيت فظيع، وعدم حساسية صادمة"، وذلك في مقابلة إذاعية مع محطة "2GB".
وفي هولندا، صب ناشطون معارضين للحرب على غزة طلاء أحمر على القصر الملكي في أمستردام وكتبوا عبارة "تبًا لإسرائيل"، احتجاجًا على رفض رئيسة بلدية المدينة، فيمكي هالسما، السماح بمسيرة مؤيدة للفلسطينيين في ساحة "دام" أمام القصر، بينما سمحت بمظاهرة مؤيدة لإسرائيل في المكان نفسه.
وقد وصفت هالسما هذا الفعل بأنه "فضيحة وغير مقبول، وخاصة اليوم"، وأضافت: "إنه صفعة على وجه كل من ينعى هجوم حماس المروع قبل عامين".


أما في تركيا، فأعلنت وزارة السياحة والثقافة أن برج غلاطة الشهير في إسطنبول سيضاء بألوان العلم الفلسطيني، في إشارة تضامنية مع غزة.
كما تقرر تنظيم مظاهرة بالقرب من القنصلية الإسرائيلية. وبالتزامن، ألغيت حفلة موسيقية للفنان البريطاني روبي ويليامز كانت مقررة في إسطنبول مساء الثلاثاء، لأسباب أمنية.
وفي السويد، ينتظر أن يشارك المتظاهرون في استقبال النشطاء العائدين من "أسطول مساعدات غزة" المحتجز لدى إسرائيل، ومن بينهم الناشطة المناخية غريتا ثونبرغ.
أما بولونيا، فقد قررت السلطات المحلية حظر مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، مخافة اندلاع أعمال شغب، بعد أيام من اشتباكات مشابهة في أنحاء متفرقة من إيطاليا. وقال إنريكو ريتشي، محافظ المنطقة، للصحفيين: "سيتم حظر المظاهرة تمامًا".
وفي العاصمة البريطانية لندن، يتوقع تنظيم احتجاجات طلابية، إلى جانب مظاهرات أخرى في مدن بريطانية مختلفة.


وانتقد رئيس الوزراء كير ستارمر هذه التحركات، واصفًا إياها بأنها "غير بريطانية"، محذرًا من أن بعض المتظاهرين يستغلون سياسات الحكومة الإسرائيلية في غزة "ذريعةً دنيئةً لمهاجمة اليهود البريطانيين الذين لا يتحملون مسؤولية ما يحدث".
كما شددت السلطات الإجراءات الأمنية في أماكن العبادة اليهودية في المملكة المتحدة، بعد هجوم على كنيس في مانشستر الأسبوع الماضي أودى بحياة اثنين من أفراد الجالية اليهودية.
في إندونيسيا، سار أكثر من ألف متظاهر نحو السفارة الأمريكية في جاكرتا، منددين بالحصار الإسرائيلي على قطاع غزة واعتقال نشطاء "أسطول السلام العالمي".
وردد المتظاهرون شعارات من بينها "الحرية، الحرية لفلسطين"، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية. وقد نشرت السلطات الإندونيسية أكثر من ألف شرطي لتأمين محيط السفارة، في الدولة التي لا تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل وتعد الأكبر في العالم من حيث عدد المسلمين.
أما في اليابان، فتظاهر مئات الأشخاص، من بينهم فلسطينيون، في وسط طوكيو مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
كما شهدت مدن يابانية أخرى، مثل أوساكا، مظاهرات مماثلة. وقالت لينا غريس سودا (30 عاما)، وهي مقيمة في طوكيو، إن "الاعتراف بدولة فلسطين لا يكفي إذا كنت لا تزال متواطئًا في الإبادة الجماعية"، داعية إلى فرض عقوبات على إسرائيل. وفي تايوان، أُقيمت وقفة احتجاجية بالشموع تضامنًا مع الفلسطينيين.