قال اللواء محمود طلحة، المدير الأسبق لكلية القادة والأركان، إن من قواعد الإدارة أن يستمع الرئيس إلى رأي المرءوس إذا كان يتحدث بجدية، لأن فيه ملازم أول إسرائيلي طرح أسئلة لرئيسه فيما معناها أن مصر تستعد لحرب ولكنه لم يقتنع.
وأضاف خلال لقائه في حلقة خاصة مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، إنه لا يملك هو أو غيره أي مصدر رسمي مصري عن تلك المعلومات، مشيرًا إلى أن كل المعلومات المتداولة عبارة عن نشرات صادرة من الجانب الإسرائيلي، موضحًا أن الأسباب الرئيسية لخطة الخداع كانت تهدف إلى تخدير إسرائيل وإحباط إجراءات المرحلة الافتتاحية.
وأشار إلى أن الخداع بشأن توقيت بدء العملية الهجومية حقق تأخيرًا لإجراءات التعبئة الاحتياطية الإسرائيلية لمدة 48 ساعة، وأدى إلى إحباط فعالية الضربة المسبقة لمدة 36 ساعة.
وأوضح أن سكرتير رئيس الجمهورية أشرف مروان لم يكن ليسافر إلى الخارج عشوائيًا، متسائلًا: "كيف يسافر وهو نائم في سريره بجواره جهاز؟"، مؤكدًا أن سفره كان لمهمة، ولو كان ولاؤه لإسرائيل لأبلغهم بكلمة السر قبل مقابلة الجنرال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن أشرف مروان لم يكن ولاؤه لإسرائيل، بل كان جزءًا من خطة الخداع الاستراتيجي، مؤكدًا أن التعامل مع الموساد يتطلب المنطق والحذر لأن الجهاز ليس سهلًا كأجهزة الدول الأخرى.
وأوضح أن التعامل مع الموساد يحتاج إلى شخص قوي، لأن من يتعامل معهم يقدم نفسه للجهاز بعد التأكد من ولائه وتحرياته وتدريبه، مشيرًا إلى أن هناك معلومة إسرائيلية تزعم أن تدريب مروان كان وراءه 40 شخصًا، لكن الحقيقة أنه كان وراءه شخصان أو ثلاثة فقط.