أكد الكاتب الصحفي أحمد رفعت أن ما قامت به مصر في ملف القضية الفلسطينية، وخاصة ما يتعلق بقطاع غزة، يعجز عن تنفيذه أي طرف دولي أو إقليمي آخر، مشددًا على أن الدولة المصرية ظلت على مدار سنوات طويلة تدافع عن الحقوق العربية في المحافل الدولية، وتدير ملفات حساسة وشائكة بحكمة سياسية نادرة.
جاء ذلك خلال حواره ببرنامج "علامة استفهام" مع الإعلامي مصعب العباسي، حيث تحدث رفعت عن أدوار مصر التاريخية، وجهودها المتواصلة في دعم الفلسطينيين، وقيادتها لتحركات دبلوماسية لوقف الحرب وإعادة إعمار غزة، وتحقيق التهدئة في واحدة من أكثر الملفات تعقيدًا على الساحة الإقليمية.
مصر.. الدولة التي لا تفجر بل تضمد الجراح
استنكر أحمد رفعت ما وصفه بـ"الافتراء على مصر" من بعض الجهات، مؤكدًا أن مصر تتحمل فوق طاقتها من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة، وأضاف:"الجميع يُفجِّر بمصر رغم أنها تتحرك دومًا من منطلق أخلاقي وإنساني، وتقف دائمًا بجانب الفلسطينيين".
وأشار إلى أن مصر كانت الطرف الوحيد القادر على جمع الفصائل الفلسطينية المتنازعة تحت سقف واحد على أراضيها، وإدارة مفاوضات وقف إطلاق النار برعاية دولية وإقليمية.
دور مصري بارز في اليونسكو: معركة تراث القدس
وسلط رفعت الضوء على معركة دبلوماسية قادتها مصر على مدار سنوات داخل منظمة اليونسكو، موضحًا:"منذ عام 2017 خاضت مصر معركة شرسة للحفاظ على التراث العربي الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، وظلت تتابع الملف بكل قوة حتى تم الحصول على موافقة رسمية باعتبار التراث الموجود في القدس تراثًا عربيًا فلسطينيًا، وليس إسرائيليًا".
وأضاف أن هذا الانتصار لم يكن ليتحقق لولا الدعم السياسي المصري المتواصل، والحضور النشط للبعثة الدبلوماسية المصرية داخل أروقة المنظمات الدولية.
إعمار غزة.. وموقف السيسي الثابت
كما تطرق الكاتب الصحفي إلى المبادرات المصرية لإعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي قدمت مساعدات حقيقية عقب العدوان في 2021، وذلك بمنحة مالية قدرها 500 مليون دولار.
وأكد رفعت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان مؤمنًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وأن مصر كانت تتابع التفاصيل لحظة بلحظة، مضيفًا:"الرئيس السيسي كان على يقين من أن التهدئة ستتحقق، ولذلك وجّه دعوة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمشاركة والحضور، إيمانًا منه بأهمية الحضور الدولي لدعم الحل السياسي الشامل".
مصر ليست طرفًا.. بل ضامنًا للاستقرار
واختتم رفعت حديثه بالتأكيد على أن مصر ليست طرفًا في أي صراع، بل ضامن حقيقي للاستقرار الإقليمي، مستندة إلى إرث طويل من العمل الدبلوماسي والإنساني في دعم القضية الفلسطينية، والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والحفاظ على هويته التاريخية والثقافية.